منخفض جوي "استثنائي" يضرب اليمن: تحذيرات عاجلة لـ16 محافظة وخطر على الأمن الغذائي
حذّر مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر من منخفض جوي وُصف بأنه “غير مسبوق” وفق تصنيف منظمة الأرصاد العالمية، من المتوقع أن يضرب 16 محافظة يمنية خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وسط مخاوف من أضرار مباشرة تطال أكثر من 114 ألف هكتار من الأراضي الزراعية وتهدد حياة السكان والبنية التحتية.
تشمل المحافظات المهددة: صعدة، الجوف، مأرب، حضرموت، المهرة، شبوة، البيضاء، أبين، عدن، لحج، تعز، الضالع، إب، ذمار، الحديدة، ريمة، إضافة إلى أرخبيل سقطرى. وتشير بيانات الأرصاد إلى هطول أمطار رعدية غزيرة مصحوبة برياح قوية وحبات برد تمتد من شمال صعدة حتى جنوب لحج وتعز، وصولًا إلى سواحل البحر الأحمر وبحر العرب.
وقد شهدت مدينة عدن خلال الساعات الماضية سيول جارفة اجتاحت مديريات كريتر والمعلا والتواهي، مما أدى إلى جرف سيارات وإغراق منازل وتعليق رحلات جوية في مطار عدن الدولي، بينما تسببت الأمطار الغزيرة في حضرموت بقطع طرق رئيسية وحصار أحياء سكنية. كما وصلت تأثيرات المنخفض إلى العاصمة صنعاء ومحيطها، حيث أعاقت السيول حركة المرور وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية.
خبراء الأرصاد عزوا هذه الحالة الجوية إلى موجة ضغط منخفض استوائي واسعة حملت كميات أمطار قياسية تجاوزت 50 ملم خلال ساعات قليلة، ما يشكل خطرًا غير مسبوق على المناطق الزراعية في أحواض “سردود” و“سهام” و“زبيد”، مهددًا الأمن الغذائي في البلاد.
على الصعيد الرسمي، تابع رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك التطورات ميدانيًا، وأجرى اتصالًا بمحافظ عدن أحمد حامد لملس للاطلاع على جهود السلطات المحلية. ووجه رئيس الوزراء بتركيز الاستجابة العاجلة على حماية الأرواح، وضمان استمرار الخدمات الأساسية، وفتح الطرق، وتصريف مياه الأمطار.
كما شددت السلطات على ضرورة التنسيق بين المستويات المركزية والمحلية، ودعت السكان إلى تجنب بطون الأودية ومجاري السيول والطرق الطينية، وحذّرت من الاقتراب من أعمدة الكهرباء واللوحات الإعلانية أثناء العواصف الرعدية. وبالنسبة للأحوال البحرية، حذرت الأرصاد ربابنة السفن والصيادين من اضطراب شديد في مياه سقطرى وبحر العرب، مع أمواج عالية على سواحل المهرة وحضرموت والتيارات الساحبة على شبوة وأبين وعدن ولحج.
ويؤكد خبراء الطقس أن استمرار هذا المنخفض الجوي قد يعيد التذكير بكارثة سيول 2008 التي أودت بحياة المئات وألحقت أضرارًا جسيمة بالقطاع الزراعي والطرق، مما يضع الحكومة أمام اختبار صعب لمواجهة آثار هذه الظاهرة الجوية النادرة.