أخبار

د. خالد الزعاق يكشف أسرار أغسطس: من "آب اللهاب" إلى انفتاح الشتاء – تفاصيل هذا الشهر الحارق

في مقطع مصور بثه عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، كشف الخبير الفلكي السعودي الدكتور خالد الزعاق عن السمات المناخية والفلكية المميزة لشهر أغسطس، المعروف محليًا وعربيًا باسم "آب". وأوضح الزعاق أن أغسطس يُعد ثاني أكثر شهور السنة حرارة بعد يوليو، وهو ما دفع الأجداد لتسميته بـ"آب اللهاب" في إشارة إلى شدة لهيب حرارته.

 

وتحدث الزعاق بلغة تراثية معاصرة قائلاً: "في أول عشرة أيام من آب يذوب المسمار على الباب"، وهو مثل شعبي يرمز إلى شدة الحرارة التي تبلغ ذروتها في بداية الشهر. ومع الانتقال إلى منتصف أغسطس، تبدأ درجات الحرارة في التراجع تدريجيًا، وقال في هذا السياق: "في ثاني عشرة تقل الأعناب وتكثر الأرطاب"، في إشارة إلى تحول الفاكهة الصيفية مثل العنب إلى البلح الرطب، تزامنًا مع بداية انكسار الحر.

 

ومع دخول العشر الأخيرة من أغسطس، تبدأ الأرض في الاستعداد لموسم الشتاء، ويصف الزعاق هذه المرحلة بعبارة: "ثالث عشرة من آب ينفتح للشتاء"، أي أن الشهر يمثل بوابة التحول الفصلي نحو اعتدال الأجواء وانخفاض درجات الحرارة تدريجيًا، خصوصًا في المناطق الشمالية والوسطى من شبه الجزيرة العربية.

 

ولم يقتصر حديث الدكتور الزعاق على الطقس فحسب، بل أشار أيضًا إلى الأثر البيئي لهذا الشهر، مبينًا أن رطوبة وحرارة أغسطس تقوم بدور "تنظيف بيولوجي" للأرض، حيث تساهم في تقليل الحشرات والدود، بينما يلعب الغبار الناتج عن هذا الموسم دورًا مهمًا في تسميد التربة وتحضيرها لاستقبال الأمطار المرتقبة مع نهاية الصيف.

 

ويُذكر أن أغسطس، بحسب تقويم الفلكيين، يشمل نجمين بارزين في سماء الجزيرة العربية: "المرزم" و"الكليبين" في بدايته، ثم يظهر نجم "سهيل" في نهايته، وهو النجم الذي طالما ارتبط ظهوره في الثقافة العربية بانكسار حدة الحر وإعلان اقتراب فصل الخريف. ولهذا السبب، يقال في الأمثال الشعبية: "من طلعة المرزم إلى طلعة سهيل يصلاك من حر اللواهيب".

 

ويشير الزعاق إلى أن شهر أغسطس يحمل في طياته تحولات كبيرة سواء من حيث الطقس أو النشاط البيئي، كما يمثل فترة ازدهار الفواكه الصيفية التي يتلذذ بها الناس في هذا الوقت من السنة، خصوصًا في البيئات الزراعية التي تعتمد على حرارة الشمس لنضج محاصيلها.

 

وفي الوقت الذي تشهد فيه بعض مناطق الخليج العربي ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة هذا العام، تترقب الأوساط الفلكية والبيئية في المملكة ظهور نجم سهيل، الذي يُعد بداية التغيرات المناخية التدريجية استعدادًا لفصل الشتاء. وتبقى تلك الظواهر التي أشار إليها الدكتور الزعاق شاهدًا حيًا على الترابط بين التراث العلمي والموروث الشعبي الذي لطالما وُثق بدقة في الموروث النجدي والعربي عمومًا.

زر الذهاب إلى الأعلى