أخبار

حكاية الأهرامات كما لم تُروَ من قبل: إسرائيل تعترف رسميًا بأن بني إسرائيل لم يبنوا أهرامات مصر

في اعتراف إعلامي نادر، كسر الإعلام الإسرائيلي واحدة من أكثر الأساطير تداولًا في ثقافته الشعبية والدينية، وهي تلك التي طالما زعمت أن بني إسرائيل هم من بنوا أهرامات الجيزة خلال وجودهم في مصر القديمة، لكن تقريرًا حديثًا نشره موقع "واللا" الإسرائيلي الشهير، أقر بأن هذه الرواية لا أساس لها من الصحة تاريخيًا، وأن بني إسرائيل لم تكن لهم أي علاقة ببناء الأهرامات، بل إن الأهرامات كانت قائمة قبل وصولهم إلى مصر بقرون طويلة.

التقرير الذي لقي تفاعلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، أشار إلى أن أحدث الاكتشافات داخل الهرم الأكبر بالجيزة، والتي يشرف عليها عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، تؤكد أن من بنى الأهرامات هم عمال مصريون مهرة، وليسوا عبيدًا، وأن النقوش المكتشفة حديثًا تؤرخ لأسماء فرق البناء التي شاركت في المشروع الضخم في عهد الملك خوفو، قبل نحو 4500 عام.

وقال التقرير إن هذه النقوش، التي عُثر عليها في تجاويف علوية فوق "حجرة الملك" داخل الهرم، تؤكد أن فرق العمل كانت تدار بشكل احترافي، بنظام نوبات عمل وتسلسل إداري، بل ويُعتقد أن بعض العمال دُفنوا بالقرب من موقع البناء، وهو شرف لا يمنح إلا للمكرمين في عهد الفراعنة.
وأضاف: "لو كانوا عبيدًا، لما دُفنوا في مقابر مشرفة بجوار أهرامات الملوك".

ووفقًا للتقرير الإسرائيلي، فإن هذا التصحيح التاريخي يُسقط رواية لطالما تبنتها كتب التوراة، وكرّسها المؤرخ اليهودي الشهير "يوسيفوس" في كتابه "آثار اليهود"، حين ادعى أن العبيد الإسرائيليين هم من شيدوا الأهرامات، وهي صورة غذّاها أيضًا كتاب "الهاجاداه" الديني الذي يصور مشاهد تعذيب لبني إسرائيل تحت ظلال الأهرامات.

من جهته، أوضح الدكتور زاهي حواس أن ما جرى اكتشافه داخل الهرم الأكبر لا يثبت فقط أن البُناة كانوا مصريين أحرارًا، بل يُبدد أيضًا خرافة أخرى تقول إن العمال كانوا يعيشون على الخبز والبصل فقط.
وقال في حديث له: "وجدنا أدلة على ذبح يومي لحوالي 11 بقرة و33 ماعزًا لتغذية ما يقرب من 10 آلاف عامل... هذا لم يكن نظام عبيد، بل مشروع دولة متكامل".

كما أظهرت التنقيبات الحديثة وجود "مدينة العمال" شرق الهرم، تضم مخازن ضخمة، وأفران خبز، ومساكن، ومستودعات أدوات، إضافة إلى مقابر فخمة نُقشت عليها ألقاب وظيفية مثل "مراقب الجانب الغربي" و"الحرفي"، مما يدحض تمامًا فكرة العمل القسري.

وتستعد البعثة الأثرية بقيادة حواس، بالتعاون مع تقنيين دوليين، لإطلاق روبوت صغير الحجم سيُرسل إلى "الفراغ الكبير" داخل الهرم – وهي غرفة غامضة اكتُشفت عام 2017 – في محاولة لفك لغز محتوياتها، الذي حيّر العلماء على مدى قرون.

ويختم التقرير العبري بالقول إن أمل العلماء الآن ليس فقط في الكشف عن مقبرة خوفو المفقودة، بل أيضًا في إنهاء جدل تاريخي دام آلاف السنين حول الغرض الحقيقي من بناء الأهرامات، وما إذا كانت مقابر ملكية فعلًا، أم أماكن طقسية وفلكية ذات طابع رمزي.

هذا الاعتراف الإسرائيلي الرسمي يمثل انتصارًا جديدًا للتاريخ المصري وللأبحاث الأثرية الجادة التي يقودها علماء مصريون، ويقطع الطريق على محاولات التزوير التاريخي، ويعزز من قيمة الرواية الحضارية المصرية أمام العالم.

المصدر: إعلام إسرائيلي
زر الذهاب إلى الأعلى