ألوان

"تيبليزوماب".. دواء جديد يغيّر قواعد علاج السكري من النوع الأول تجربة بريطانية واعدة تؤخر الحاجة إلى الأنسولين

خطوة علمية جديدة تبشر بتغيير جذري في التعامل مع داء السكري من النوع الأول، بدأت المملكة المتحدة بتجربة علاج مبتكر يُدعى "تيبليزوماب" (Tzield)، يمنح المرضى فرصة لتأخير الاعتماد على الأنسولين لعدة سنوات، في أول تجربة من نوعها خارج الولايات المتحدة بحسب تقرير نشرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية.

 

ويُعرف داء السكري من النوع الأول بكونه اضطرابًا مناعيًا ذاتيًا، يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، ما يؤدي إلى خلل في تنظيم مستوى السكر في الدم. ويحتاج المرضى عادة إلى حقن أنسولين يومية للسيطرة على المرض وتجنّب المضاعفات الخطيرة، لكن "تيبليزوماب"، الذي اعتمدته السلطات الصحية الأميركية منذ عام 2022، يعمل بطريقة فريدة، إذ يدرب الجهاز المناعي على التوقف عن مهاجمة خلايا البنكرياس، مما يسمح للجسم بالاحتفاظ بقدرته الطبيعية على إنتاج الأنسولين لفترة أطول.

 

وقد بدأت التجارب البريطانية بدراسة محدودة على مرضى تم تشخيصهم في مراحل مبكرة، وكانت هانا روبنسون، طبيبة أسنان وأم لطفلين من مقاطعة ديفون، أول شخص بالغ يتلقى العلاج ضمن التجربة، والتي تُجرى في مؤسسة الرعاية الصحية التابعة لجامعة رويال ديفون. وقالت هانا، البالغة من العمر 36 عامًا، إنها تشعر أن الدواء يمنحها "حرية أكبر للتركيز على صحتها وتأخير دخولها في مرحلة العلاج بالأنسولين اليومي".

 

ويُمنح العلاج حاليًا لفئة محدودة من المرضى، بناءً على تقييمات دقيقة لكل حالة، فيما تأمل هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) في توسيع نطاق استخدامه خلال السنوات المقبلة، بعد استكمال الدراسات والتقييمات العلمية اللازمة.

 

من جانبه، صرّح الدكتور نيك توماس، استشاري داء السكري بجامعة إكستر، وفقاً للصحيفة البريطانية، أن تيبليزوماب يمثل "تحولًا حقيقيًا" في نهج علاج السكري من النوع الأول، إذ يُستخدم كعلاج مناعي موجّه في مرحلة مبكرة جدًا، وهي نقطة زمنية كانت تُعتبر حتى وقت قريب خارج إطار التدخل العلاجي.

 

وتعمل فرق البحث في مستشفى ديفون الملكي بالتعاون مع جامعة إكستر على تطوير أدوات تشخيص متقدمة باستخدام التحليل الجيني، لرصد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة وتحديد توقيت التدخل الدوائي بدقة قبل تطور المرض.

 

وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة لوسي تشامبرز، رئيسة قسم الأبحاث في جمعية السكري البريطانية، أن العلاج الجديد يمنح المصابين في المراحل المبكرة "فرصة ذهبية لتمديد فترة حياتهم دون أنسولين"، مضيفة أن الجهود جارية لتأمين ترخيص رسمي واسع للعقار، إلى جانب إطلاق برامج وطنية للفحص المبكر.

 

ويؤكد البروفيسور ريتشارد أورام، من جامعة إكستر، أن أهمية تيبليزوماب لا تقتصر على تأخير المرض، بل تكمن في ضرورة اكتشاف الحالات المحتملة قبل التشخيص السريري، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتطوير أنظمة تنبؤ أكثر دقة لتحديد المستهدفين بالعلاج.

 

ومع تطور التجارب السريرية الجارية، تتجه الأنظار إلى هذه الخطوة العلمية بوصفها أملًا طبيًا حقيقيًا في تحويل داء السكري من النوع الأول إلى حالة يمكن التحكم بها مبكرًا، وتأجيل عبء العلاج اليومي عن ملايين المرضى حول العالم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى