تذبذب الجنيه المصري أمام الدولار والريال: استقرار نسبي وسط تحديات اقتصادية ممتدة
في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه الاقتصاد المصري بعد موجة الإصلاحات النقدية وتعويم الجنيه في 2024، واصلت أسعار العملات الأجنبية تذبذبها مقابل الجنيه المصري خلال تعاملات اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025، مع تسجيل الدولار الأمريكي والريال السعودي مستويات مستقرة نسبياً، ما يعكس حالة من الترقب في الأسواق قبيل قرارات مالية مرتقبة من البنك المركزي.
الدولار يراوح مكانه.. لكن إلى متى؟
سجل الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم سعرًا يقترب من 48.67 جنيهًا مصريًا وفقًا لموقع "XE"، بينما أظهرت منصات التداول مثل "Investing.com" أن زوج العملة USD/EGP تحرك في نطاق ضيق يتراوح بين 48.63 و48.67 جنيهًا، في ظل غياب مؤشرات جوهرية قد تدفع إلى كسر هذا الحاجز قريبًا.
ويشير تقرير مصرف CIB إلى أن متوسط سعر الدولار بالبنك يتراوح بين 48.6 و48.7 جنيهًا، ما يعزز من فكرة الاستقرار النسبي المدعوم بإجراءات الرقابة النقدية ومحاولات امتصاص الطلب على العملة الصعبة.
الريال السعودي يحافظ على مستواه
أما الريال السعودي، العملة الأكثر تداولًا في مصر بعد الدولار نظرًا لحجم التحويلات من الجالية المصرية بالخارج، فقد بلغ سعره في السوق حوالي 12.96 جنيهًا مصريًا. وتشير بيانات "Wise" إلى متوسط شهري يناهز 13.12 جنيهًا، مع تسجيل أعلى مستوى له عند 13.54 خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
هذا الثبات ينعكس جزئيًا على استقرار تحويلات المصريين العاملين في السعودية، والتي لا تزال تمثل أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي للبلاد.
توقعات الخبراء: هل يصمد الجنيه؟
رغم الاستقرار الظاهري، فإن مستقبل الجنيه المصري يبقى مرهونًا بعدة عوامل أهمها معدلات التضخم وتحركات أسعار الفائدة عالميًا ومحليًا.
وفي استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، يتوقع اقتصاديون أن يسجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا تدريجيًا ليصل إلى 51.1 جنيهًا بنهاية يونيو 2026، ما قد يفتح الباب أمام موجة تضخمية جديدة ما لم تُتخذ إجراءات وقائية.
بين الأرقام والسياسات.. المواطن ينتظر
ورغم أن تذبذب أسعار العملات قد يبدو رقمًا في شاشة الهواتف أو فروع الصرافة، فإن أثره مباشر على حياة المصريين. فكل زيادة في سعر الصرف تعني ضغوطًا أكبر على أسعار السلع المستوردة، وتهديدًا بزيادة جديدة في تكلفة المعيشة.
وفي المقابل، يترقب المواطن العادي ما ستسفر عنه السياسات الجديدة للبنك المركزي، خصوصًا في ظل الحديث عن تخفيض تدريجي للفائدة وإنعاش قطاعات الإنتاج المحلي.
ختامًا: توصيات للمتعاملين
ينصح خبراء الاقتصاد بمتابعة أسعار الصرف من مصادر موثوقة يوميًا، وعدم الاعتماد على السوق السوداء أو مصادر غير رسمية. كما يُفضل عند التحويل أو الادخار، مراعاة التوقيت المناسب وفهم ديناميكيات السوق لتجنب الخسائر المحتملة.