ترفيه ومشاهير

أزمة فنية تلاحق مها الصغير: فنانات من أوروبا يتهمنها بسرقة لوحاتهن

في حلقة حديثة من برنامج "معكم منى الشاذلي"، أثارت الإعلامية المصرية مها الصغير إعجاب الجمهور بعرضها مجموعة من اللوحات التشكيلية التي قدّمتها على أنها من إبداعها الشخصي. غير أن هذا العرض سرعان ما تحوّل إلى مثار جدل واسع، بعد أن خرجت فنانات أوروبيات باتهامات مباشرة للصغير بسرقة أعمالهن ونسبتها لنفسها دون إذن أو إشارة إلى المصدر الأصلي.

 

البداية: الفنانة الألمانية-الفنلندية كارولين وينديلين تكشف الحقيقة

أولى الاتهامات جاءت من الفنانة التشكيلية كارولين وينديلين، التي أعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن إحدى اللوحات التي عرضتها مها الصغير بعنوان "أن تصبح الحديقة" هي في الأصل عمل خاص بها رسمته عام 2019. وقالت وينديلين:

 

"تخيلوا شعور رؤية مؤثرة ثرية تسرق فني وتدعي ملكيته، وتعرضه على التلفزيون الوطني كما لو كان من يديها. أنا أعمل حتى الإرهاق، وأرعى ثلاثة أطفال، وأضع قلبي في فني. هذا مؤلم للغاية."

 

ووصفت وينديلين لوحتها بأنها تحمل رمزية عميقة للنمو والتحول، مؤكدة أن مها الصغير لم تكتفِ بهذه اللوحة فقط، بل نسبت لنفسها أيضاً أعمالاً أخرى تعود لفنانين من دول مختلفة.

 

اتهام ثانٍ من الدانمارك: ليزا نيلسون تدخل على الخط

وبعد انتشار قضية وينديلين، ظهرت فنانة أخرى تُدعى ليزا نيلسون، وهي دانماركية الجنسية، لتؤكد أن مها الصغير عرضت لوحة أخرى بعنوان "صنعت لنفسي بعض الأجنحة"، وهي نسخة طبق الأصل من عمل كانت نيلسون قد أنجزته عام 2019 كذلك.

 

نيلسون أكدت أن اللوحة ليست مجرد تشابه، بل تطابق دقيق يدل على نقل مباشر دون تعديل أو إشارة إلى المصدر، مما يعزز الاتهامات الموجهة للصغير بانتهاك حقوق الملكية الفكرية.

 

وتعد كارولين وينديلين، فنانة فنلندية-ألمانية تقيم في إسبانيا، تركّز أعمالها على قضايا الأنوثة والأمومة والتحول النفسي. تستخدم وسائط متعددة تمزج بين الرسم الرقمي والتصوير، وتعبّر غالباً عن تجارب شخصية ومعيشية عميقة.

 

أما ليزا نيلسون، فهي فنانة دانماركية مستقلة، معروفة بأعمالها الفنية التي تتناول القوة الداخلية للمرأة، والحرية الفردية، وقد لاقت أعمالها رواجًا في المعارض الإلكترونية وعلى منصات الفن المستقل.

 

السياق القانوني: حماية الملكية الفكرية في الإعلام

تسلط هذه القضية الضوء على إشكالية حساسة في الوسط الإعلامي، وهي الاستخدام غير المشروع لأعمال فنية دون إشارة للمصدر أو إذن مسبق، فوفقًا للقوانين الدولية لحماية حقوق النشر، فإن الأعمال الفنية محمية قانونيًا من النقل أو النشر أو العرض دون تصريح.

 

البرامج التلفزيونية، رغم كونها منصات عامة، لا تعفي الضيف أو المقدم من مسؤولية ضمان أصالة ما يُعرض، واحترام الملكية الفكرية للفنانين والمبدعين الأصليين.

 

ردود فعل ومطالبات بتوضيح رسمي

حتى لحظة كتابة التقرير، لم تصدر مها الصغير أو إدارة برنامج "معكم منى الشاذلي" أي بيان رسمي يرد على هذه الاتهامات، ما أثار موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات لتقديم اعتذار علني أو توضيح موقفها من هذه الأعمال المنسوبة لغيرها.

 

العديد من المتابعين دعوا إلى فتح تحقيق إعلامي نزيه، يحترم حقوق الفنانين ويحفظ مصداقية البرامج الثقافية التي تعرض المواهب.

 

خلاصة: أزمة ثقة في زمن الصورة السريعة

تتجاوز هذه القصة حدود نزاع فني عابر، لتطرح تساؤلات جوهرية حول مدى التزام الإعلاميين بقواعد المهنة، وأهمية احترام الحقوق الإبداعية في عصر يسهُل فيه تداول الصور والأعمال دون تدقيق.

ويبقى الاعتراف بالخطأ، أو تقديم رواية واضحة من طرف مها الصغير، السبيل الوحيد لإعادة التوازن إلى السردية الإعلامية، وإنصاف المبدعين الذين لا يملكون المنابر الكبيرة لكن يملكون الإبداع الأصيل.

المصدر: تريندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى