غيرة الإخوة: كيف تُطفئين لهيبها دون أن تتركي أثراً؟
في كل بيت يضم أكثر من طفل، قد تظهر مشاعر الغيرة كأمر طبيعي. ولكن حين تُهمَل هذه المشاعر أو يُسخر منها، قد تتحول إلى مشكلات نفسية عميقة تظهر في شكل شجار دائم، عدوان لفظي، تراجع دراسي أو حتى انسحاب اجتماعي.
في هذا التقرير، نستعرض أسباب الغيرة بين الأطفال، وكيف يمكن للأمهات أن يتعاملن معها بحكمة ومهارة تربوية تحفظ لكل طفل كرامته وتُعزز علاقات الأخوة بدل أن تفسدها.
الأسباب الخفية خلف غيرة الأطفال:
1. وصول مولود جديد: يشعر الطفل الأكبر وكأنه فقد مكانته المميزة.
2. المقارنة بين الإخوة: حين يسمع الطفل أن شقيقه "أنجح" أو "أذكى"، تشتعل نار الغيرة.
3. عدم المساواة في المعاملة: سواء في وقت اللعب أو العقاب أو الثناء.
4. الرغبة في لفت الانتباه: حتى وإن اضطر لاستخدام سلوك سلبي للحصول عليه.
خطوات ذكية لعلاج الغيرة:
🔹 1. الإنصات لمشاعر الطفل: امنحيه الأمان ليعبر عن مشاعره بدون خوف من التأنيب أو السخرية.
🔹 2. تخصيص وقت فردي لكل طفل: حتى دقائق بسيطة من اللعب أو الحديث تصنع فرقًا كبيرًا في مشاعر الطفل.
🔹 3. العدالة في التقدير والعتاب: امتدحي كل طفل لصفاته الخاصة دون مقارنة أو تفضيل.
🔹 4. إشراك الأطفال في الأنشطة المشتركة: مهام جماعية تعزز التعاون وتُخفف من التنافس.
🔹 5. تعزيز الهوية الفردية: شجّعي كل طفل على تنمية مهاراته الخاصة ليشعر بتميزه دون الحاجة لمقارنة.
🔹 6. علميهم التعبير بالكلمات: حين يعرف الطفل كيف يقول "أنا زعلان" بدلاً من الضرب أو الصراخ، تكونين قد أنقذته من دوامة سلوكية سلبية.
ماذا يقول المختصون؟
تقول د. نادية حلمي، أخصائية الإرشاد النفسي:
> "الغيرة مؤشر على حاجة غير مشبعة. حين تُشبَع هذه الحاجة بالحب والاهتمام، يتحول الطفل من غيور إلى متعاون."
متى تستشيرين أخصائياً نفسياً؟
عندما تستمر الغيرة لعدة أشهر وتترافق مع:
كوابيس متكررة أو اضطرابات نوم
سلوك عدواني متكرر
تراجع مفاجئ في الدراسة أو الانطواء الشديد
غيرة الأطفال ليست علامة ضعف، بل رسالة تحتاج من الأم أن تُصغي لها بفهم، لا أن تقمعها بالصراخ أو التجاهل. فكل طفل يرى حبك بطريقة مختلفة، وحين تمنحينهم الاهتمام بالعدل لا بالمساواة، تزرعين في بيتك السلام وقلوبهم الامتنان.