ألوان

صيف بلا أرق: كيف نُقنع الأطفال بالنوم باكرًا رغم مغريات العطلة؟

تريندي نيوز

مع ارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات النهار، تتحول ليالي الصيف إلى ساحة صاخبة للمرح والسهر لدى الأطفال. لكن، في خضم هذه الأجواء، يصطدم الآباء بتحدٍّ يومي: كيف نجعل أطفالنا ينامون باكرًا في فصل يرتبط لديهم بالحرية واللعب؟ السؤال يبدو بسيطًا، لكن الإجابة عليه تتطلب توازنًا دقيقًا بين العاطفة والانضباط.

 

إيقاع الصيف.. اضطراب في الساعة البيولوجية

يشير خبراء النوم إلى أن التغير في روتين الأطفال خلال الصيف يؤثر مباشرة على ساعتهم البيولوجية، حيث تتأخر إشارات النوم الطبيعية نتيجة قلة الانضباط في توقيت الوجبات، وزيادة استخدام الشاشات، والانشغال بالأنشطة حتى وقت متأخر. هذا الاضطراب يؤدي إلى صعوبة في النوم، وفرط نشاط، وتقلبات مزاجية قد تمتد لليوم التالي.

 

لماذا النوم المبكر مهم حتى في العطلة؟

يرى الأطباء أن نوم الطفل باكرًا لا يقتصر فقط على الاستعداد للمدرسة، بل هو عامل رئيسي في دعم النمو العقلي والجسدي، وتعزيز التركيز، وتقوية المناعة. كما أن السهر المستمر يؤدي إلى تراكم الإرهاق، مما يُفقد الطفل قدرته على الاستمتاع بنشاطاته اليومية.

 

كيف نعيد ضبط الساعة الداخلية للطفل؟

يشير الأخصائيون إلى خطوات عملية يمكن للأهل اتباعها خلال الصيف لضبط نوم الأطفال دون حرمانهم من أجواء المرح:

1. روتين ثابت قبل النوم: يتضمن الاستحمام، قراءة قصة، إطفاء الأنوار بالتدريج.

2. تحديد وقت للشاشات: يُفضّل إغلاق الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل.

3. نظام غذائي متوازن: تقليل الحلويات والمشروبات المنبهة مساءً يساعد في تهدئة الجسم.

4. تثبيت وقت الاستيقاظ: حتى في العطلة، الاستيقاظ في وقت قريب من المعتاد يُسهّل النوم ليلاً.

5. أنشطة نهارية حركية: اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضة تُفرغ طاقة الطفل وتمنحه رغبة في النوم.

 

دور الأهل في غرس عادات النوم الصحية

من المهم أن يكون الأهل قدوة، فحين يلتزم الوالدان بروتين نوم منتظم، يصبح من الأسهل على الأطفال الاقتداء بهم. كما يُنصح باستخدام أسلوب الإقناع بدلاً من الأوامر، وشرح فوائد النوم بطريقة بسيطة تناسب أعمارهم، مثل "النوم مبكرًا يجعلك تكبر أسرع" أو "يمنحك طاقة للعب أكثر غدًا".

صيف الطفل لا يعني غياب النظام. بل على العكس، يمكن أن يكون فرصة مثالية لترسيخ عادات نوم صحية تدوم حتى بعد انتهاء العطلة. فبينما يعيش الأطفال أيامهم باللعب والاكتشاف، يبقى النوم الجيد مفتاحًا لنموهم المتوازن وسعادتهم النفسية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى