ألوان

سهر الأطفال... عادة صيفية تهدد نموهم وصحتهم النفسية

تريندي نيوز

مع تغير نمط الحياة في الإجازة الصيفية، يزداد ميل الأطفال للسهر لساعات متأخرة، ما يدفع كثيرًا من الأهالي إلى التساهل في أوقات النوم، دون إدراك لما يمكن أن تسببه هذه العادة من مشكلات صحية وسلوكية على المدى القصير والبعيد.

 

اضطراب في النمو والقدرات العقلية يؤكد الدكتور طارق عبد العزيز، أخصائي طب الأطفال، أن النوم المبكر ضروري لإفراز هرمون النمو المسؤول عن التطور البدني والعقلي للطفل، وهو هرمون لا يُفرز بكفاءة إلا خلال النوم العميق أثناء الليل. ويضيف: "الأطفال الذين يسهرون بشكل دائم قد يعانون من بطء في النمو، أو ضعف في التركيز والذاكرة".

 

مشكلات سلوكية وعاطفية السهر يؤثر أيضًا على توازن الطفل النفسي. فحسب الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، يرتبط السهر المزمن بزيادة معدلات القلق، التوتر، ونوبات الغضب. كما يزداد خطر ظهور سلوكيات عدوانية، خاصة لدى الأطفال في سن المدرسة.

 

ضعف الجهاز المناعي قلة النوم تؤدي إلى انخفاض كفاءة الجهاز المناعي، ما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المتكررة مثل نزلات البرد، التهابات الأذن، واضطرابات الجهاز الهضمي. كما ترتفع احتمالات الإصابة بالسمنة نتيجة اضطراب الهرمونات المسؤولة عن الشهية.

 

تأثير مباشر على الأداء الدراسي في حال استمرار السهر خلال أيام الدراسة، تظهر آثاره بوضوح على مستوى التحصيل العلمي. إذ يعاني الطفل من ضعف الانتباه، وتراجع القدرة على الحفظ، وصعوبة الاستيقاظ صباحًا، ما ينعكس على أدائه الأكاديمي وسلوكه داخل الفصل.

 

متى يدق ناقوس الخطر؟ يحذر الخبراء من أن نوم الأطفال يجب ألا يقل عن 9 إلى 12 ساعة يوميًا بحسب أعمارهم، وأن السهر المستمر إلى ما بعد العاشرة ليلًا قد يكون مؤذيًا للأطفال ما دون سن العاشرة، خاصة إذا ترافق مع استخدام الشاشات لفترات طويلة.

 

كيف يمكن التصرف؟ يوصي الأطباء بضرورة فرض روتين نوم ثابت حتى في الإجازات، وتقديم أنشطة مسائية مريحة مثل قراءة القصص أو الاستحمام الدافئ، مع إبعاد الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة على الأقل من موعد النوم.

 

خلاصة القول، السهر قد يبدو خيارًا ممتعًا للأطفال خلال الصيف، لكنه يحمل في طياته أضرارًا صامتة تهدد صحتهم العامة وتوازنهم النفسي، ما يتطلب وعيًا وتدخلًا من الأسرة لوضع حدود واضحة تحمي مستقبلهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى