الجنيه المصري تحت المجهر: كيف يتحرك سعر الدولار والريال اليوم؟

في ظل تحولات الاقتصاد العالمي وضغوط السوق المحلي، يواصل المصريون متابعة أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري باهتمام شديد، خاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي، لما لهما من تأثير مباشر على الواردات والسفر والتحويلات من الخارج.

اليوم الجمعة 11 يوليو 2025، تكشف شاشات البنوك ومصادر السوق عن أرقام جديدة تبرز الفارق الواضح بين السعر الرسمي والسعر في السوق الموازي، وسط توقعات بمزيد من التذبذبات بفعل حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا.

سعر الدولار الأمريكي اليوم في مصر

وفق آخر تحديثات البنوك الرسمية، استقر سعر الدولار الأمريكي في نطاق 49.46 إلى 49.56 جنيه للشراء والبيع على التوالي في البنوك الكبرى مثل بنك مصر والبنك الأهلي. يأتي هذا السعر في وقت يراقب فيه البنك المركزي المصري السوق عن كثب لضبط السيولة والحفاظ على استقرار سوق الصرف الرسمي.

أما في السوق الموازية، أو ما يُعرف بالسوق السوداء، فقد سجل الدولار نطاقًا أقل قليلًا في بعض المناطق، حيث تراوح بين 48.85 و49.85 جنيه، مع اختلافات طفيفة من محافظة إلى أخرى حسب حجم الطلب والمعروض. ويُذكر أن السوق السوداء شهدت تقلبات كبيرة منذ بداية العام، متأثرة بسياسات المركزي وبرامج التمويل الدولية التي تهدف لزيادة الاحتياطي النقدي.

سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري

الريال السعودي بدوره يحافظ على موقعه كأهم عملة عربية مطلوبة في السوق المصري، خاصة مع استمرار موسم العمرة وقرب مواسم الحج التي تزيد الطلب على العملة السعودية.

بحسب موقع بنك مصر الرسمي، بلغ سعر الريال السعودي اليوم 13.14 جنيه للشراء و13.21 جنيه للبيع، وهو ما يمثل استقرارًا نسبيًا مقارنة بالأيام الماضية. أما في السوق الموازية، فسجل الريال ما بين 13.04 و13.31 جنيه، متأثرًا هو الآخر بعوامل العرض والطلب، خصوصًا في مناطق تركّز شركات السياحة والحج والعمرة.

أسباب التباين بين السعر الرسمي والموازي

يشرح خبراء الاقتصاد أن الفارق بين السعرين الرسمي والموازي يعكس عدم توازن مؤقت بين العرض والطلب، إضافة إلى توقعات المتعاملين بشأن سعر الدولار عالميًا. كما يؤثر سعر الفائدة المحلي، وحجم الاحتياطي النقدي الأجنبي، وحركة تحويلات المصريين بالخارج على قدرة البنك المركزي في توفير العملة الصعبة بالسعر الرسمي.

توقعات وتحركات قادمة

يرى محللون أن سعر الدولار والريال قد يظل متذبذبًا خلال الأسابيع المقبلة في حال استمرار الضغوط التضخمية عالميًا، خاصة مع تحرك البنوك المركزية الكبرى لتعديل أسعار الفائدة. في المقابل، يُتوقع أن تستمر محاولات البنك المركزي المصري في امتصاص الفجوة بين السوق الرسمي والموازي عبر برامج تمويل جديدة ورفع الاحتياطيات.

نصائح للمتعاملين

ينصح الخبراء الأفراد بعدم الانسياق وراء المضاربة العشوائية في السوق السوداء، والاكتفاء بالتعامل الرسمي لضمان الأمان القانوني والحصول على سعر أكثر استقرارًا. كما يُشددون على أهمية متابعة نشرات أسعار الصرف المحدثة التي توفرها البنوك ومواقعها الرسمية يوميًا.

سوق عملات يتنفس مع الاقتصاد

تبقى أسعار الدولار والريال السعودي مؤشرا حساسا لصحة الاقتصاد المصري ولثقة السوق. وبينما تستمر الدولة في جهودها لتحقيق الاستقرار النقدي والمالي، يظل المتعامل الذكي هو الذي يراقب السوق بحذر ويستفيد من فرص الشراء أو التحويل في التوقيت الأنسب.