ألوان

لماذا يقطع نومك منتصف الليل؟ تقرير يكشف الأسباب العلمية وطرق المواجهة

تريندي نيوز

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من ظاهرة الاستيقاظ المتكرر في منتصف الليل مع صعوبة العودة إلى النوم، مشكلة لا تقتصر على كبار السن كما قد يعتقد البعض، بل تصيب مختلف الأعمار وتؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والإنتاجية والصحة النفسية.

 

يصف خبراء النوم هذه الحالة بأنها واحدة من أشكال الأرق الجزئي أو الأرق المتقطع، وهي مشكلة شائعة وفقًا لتقارير Sleep Foundation التي تشير إلى أن ما يقارب 35 بالمئة من البالغين يعانون من شكل من أشكال الأرق، بما في ذلك الاستيقاظ الليلي المتكرر.

 

يقول الدكتور ديفيد براون اختصاصي طب النوم إن الاستيقاظ في منتصف الليل قد يكون طبيعيًا أحيانًا في دورة النوم، لكن الصعوبة تكمن عندما يصبح ذلك متكررا ويصعب العودة إلى النوم، مشيرًا إلى أن هذا النمط قد تكون له أسباب متعددة ومعقدة تتراوح بين العوامل النفسية والجسدية والبيئية.

 

من أبرز الأسباب التي كشف عنها الخبراء، التوتر النفسي والقلق المزمن، حيث يميل الدماغ القلق إلى البقاء في حالة تأهب حتى خلال النوم، ما يؤدي إلى صحوة مفاجئة وتدفق الأفكار المقلقة التي تمنع العودة إلى النوم.

 

كما تعتبر اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم من العوامل المهمة التي تؤدي إلى استيقاظ متكرر دون وعي واضح. هذه الحالة، التي تتميز بانسدادات جزئية أو كاملة في مجرى الهواء، قد تسبب شخيرًا عاليًا وانقطاعًا متكررا للتنفس يعيد الشخص إلى حالة الوعي مرارًا.

 

ووفق تقارير NHS البريطانية، فإن التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء أثناء الحمل أو انقطاع الطمث، قد تؤدي أيضًا إلى اضطرابات في أنماط النوم، بسبب تقلب مستويات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون.

 

أما العادات اليومية فلها دور كبير أيضًا، مثل الإفراط في استهلاك الكافيين في المساء أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وهي عوامل تؤثر على إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

 

في السياق نفسه، يشير أطباء إلى أن بعض المشكلات الصحية مثل مرض السكري أو فرط نشاط المثانة قد تجبر الشخص على الاستيقاظ للتبول مرات متكررة، وهو ما يقطع دورة النوم العميق.

 

ولمواجهة هذه المشكلة، يوصي الخبراء باتباع روتين نوم منتظم، والابتعاد عن المنبهات في المساء، وتقليل استخدام الأجهزة المضيئة قبل النوم، مع ممارسة تمارين التنفس أو التأمل لتهدئة العقل. كما ينصح بتهيئة غرفة النوم لتكون مكانًا مريحًا وباردًا ومظلمًا يقلل المشتتات.

 

ويشدد الأطباء على ضرورة استشارة متخصص إذا استمرت المشكلة أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع لعدة أسابيع متتالية، أو إذا أثرت على التركيز والعمل والصحة النفسية، إذ قد يكون الأمر مؤشرًا على اضطراب أرق مزمن يحتاج إلى علاج متخصص.

 

تظل هذه المشكلة الصحية واحدة من أكثر قضايا النوم التي تشغل بال الناس، لكنها قابلة للحل عبر الوعي بالعادات الصحية واستشارة الخبراء عند الحاجة، ما يضمن عودة النوم العميق المريح الذي يحتاجه الجسم والعقل للشفاء والتجدد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى