ألوان

حين يتحول الحب إلى اختبار كيف تتعامل مع شريك نرجسي دون أن تخسر نفسك

تريندي نيوز

في العلاقات الزوجية، يعد التفاهم والتوازن العاطفي من الركائز الأساسية لنجاح الشراكة، إلا أن بعض الأزواج يواجهون تحديًا كبيرًا حين يكون الطرف الآخر نرجسيًا، وهي حالة نفسية معقدة تتسم بحب الذات المفرط، ونقص التعاطف، والرغبة الدائمة في السيطرة والانتباه.

 

الزوج النرجسي عادة ما يتوقع الإعجاب الدائم ويصعب عليه الاعتراف بأخطائه، كما يقلل من قيمة الطرف الآخر في العلاقة، ويعاني من حساسية شديدة تجاه النقد. هذه السلوكيات لا تؤذي فقط مشاعر الشريك بل تهدد التوازن النفسي للأسرة.

 

في المقابل، لا تختلف صفات الزوجة النرجسية كثيرًا، فهي تسعى إلى لفت الأنظار باستمرار، وتضع توقعات عالية من شريكها، وتقلل أحيانًا من إنجازاته أو تشكك في قدراته، مما يدفع الطرف الآخر إلى الشعور بالإرهاق النفسي والضغط المستمر.

 

الخبراء النفسيون يؤكدون أن التعامل مع شريك نرجسي يتطلب وعيًا عميقًا بطبيعة هذا الاضطراب وحدودًا واضحة تحمي كرامة الطرف الآخر. في مقدمة النصائح الموجهة في هذا السياق، تأتي أهمية إدراك أن النرجسية غالبًا ما تكون اضطرابًا يصعب تغييره، وأن الجدال المستمر مع شريك نرجسي قد يكون عديم الجدوى.

 

ينصح المختصون بضرورة وضع حدود حازمة في العلاقة وتجنب الانجرار في نقاشات طويلة تستهلك الطاقة النفسية دون نتيجة حقيقية. كما يشددون على أهمية تعزيز الثقة بالنفس وعدم السماح للشريك النرجسي بإضعافها أو التأثير عليها بشكل سلبي.

 

كذلك من المهم الحفاظ على هوية الفرد واستقلاليته، سواء عبر ممارسة الهوايات أو الحفاظ على شبكة دعم اجتماعية من الأصدقاء والعائلة. وتُعتبر الاستشارة النفسية الفردية أو الزوجية خيارًا مطروحًا، رغم أن النرجسيين غالبًا ما يرفضون الاعتراف بالحاجة للعلاج.

 

في حال تطور السلوك النرجسي إلى عنف لفظي أو نفسي أو جسدي، يكون من الضروري وضع خطة لحماية الذات وطلب المساعدة من مختصين أو جهات داعمة.

 

ورغم صعوبة التعامل مع شريك نرجسي، إلا أن الوعي والهدوء والتمسك بالكرامة يمكن أن يحمي الطرف الآخر من الانهيار، ويمنحه القوة لاتخاذ القرار المناسب بشأن استمرار العلاقة أو إنهائها.

زر الذهاب إلى الأعلى