كارول سماحة تتحدى الحزن وتُشعل المسرح: «كلو مسموح» رحلة حب من قلب الألم
في لحظة فنية نادرة تجمع بين الحزن والشغف، عادت النجمة اللبنانية كارول سماحة إلى خشبة المسرح مساء الاثنين، متحدية وجع الفقد، بعد عشرة أيام فقط من وفاة زوجها المنتج المصري وليد مصطفى، لتقف بقوة وإصرار في العرض الأول لمسرحيتها الغنائية الجديدة "كلو مسموح" على مسرح كازينو لبنان.
أداء استثنائي من قلب الخسارة
وسط تصفيق طويل ودموع متخفية، أبهرت كارول الجمهور بأدائها الغنائي والتمثيلي والراقص، مؤكدة أن الإبداع يمكن أن يكون لغة النجاة من الألم. وعلى الرغم من الفترة العصيبة التي تمر بها، قررت سماحة المضي قدمًا في المشروع، حيث كتبت على منصة "إكس":
"رغم الظروف الصعبة والفترة الحساسة التي أعيشها... لديّ مسؤولية والتزام كبير تجاه فريق عمل و70 فناناً على المسرح. المسيرة مستمرة، بوجع... ولكن بإيمان كبير."
«كلو مسموح»... كوميديا موسيقية بروح عربية
المسرحية، المقتبسة من العرض الأميركي الكلاسيكي Anything Goes الذي أبصر النور عام 1934 على برودواي، تتناول قصة حب على متن سفينة، حيث تؤدي سماحة دور "ياسمينا" المغنية المحبوبة التي تقع في حب شاب يهوى فتاة أخرى، في إطار من المواقف الكوميدية والمقالب وسوء الفهم، ضمن مشاهد مليئة بالحركة والديكور المتنقل.
وقد أخرج المسرحية الشاب روي الخوري، في تعاون أول مع سماحة، بينما تولى كلود أبو حيدر مهمة تعريب النصوص الغنائية إلى اللهجة اللبنانية، ما أضفى على العرض طابعًا محليًا يليق بالجمهور اللبناني والعربي.
إهداء خاص لروح وليد مصطفى
بحسب بيان الجهة المنتجة، خُصص هذا العرض تكريمًا لروح وليد مصطفى، الذي وصف بأنه "السند الأول للفنانة كارول سماحة، بهدوئه، وحكمته، وإيمانه بها وبفنها"، ما جعل العرض أكثر خصوصية وتأثيرًا في قلوب الحاضرين.
إشادات واسعة من الفنانين والنقاد
وصف الحضور العرض بأنه عودة ملوكية لكارول سماحة إلى المسرح الغنائي بعد غياب دام 18 عامًا منذ مسرحية "زنوبيا" لمانصور الرحباني. وكانت الممثلة ورد الخال من بين الحاضرين في الصف الأمامي، وقالت:
"أحيي كارول على الروح التي عكستها على المسرح. بالفعل هي ملكة مسرح... تغني، ترقص، وتمثّل بكل قوة."
فيما أشادت كاتبة السيناريو والممثلة كلوديا مرشيليان بأداء سماحة، مؤكدة:
"الفنان الحقيقي يجيد تحويل ما في قلبه وما حصل معه إلى قوة على المسرح ليستطيع أن يستمر... وهذا ما فعلته كارول اليوم."
عرض "كلو مسموح" لم يكن مجرد عمل فني، بل محطة إنسانية لنجمة اختارت أن تحوّل الحزن إلى طاقة فنية نابضة. مسرحية تفيض بالحياة، في وقت كانت فيه كارول تودّع شريك عمرها، لتُعيد صياغة معنى الفن والالتزام.