أزمة مالية غير مسبوقة في اليمن: 90 ألف جندي ينتظرون رواتبهم منذ 3 أشهر والمعبقي يوضح موعد الصرف
تشهد اليمن أزمة مالية حادة تضرب القطاع العسكري، حيث لم يتلق نحو 90 ألف جندي ورواتبهم منذ ثلاثة أشهر متتالية، في وضع يثير قلق المجتمع المحلي والمجتمع الدولي على حد سواء. يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الدولة تحديات اقتصادية حقيقية رغم تحسن سعر العملة المحلية مقارنة بالعملات الأجنبية.
وأكد العميد علي منصور مقراط، الإعلامي العسكري ورئيس صحيفة الجيش، أن المحافظ السابق للبنك المركزي أحمد غالب المعبقي، خلال لقاء جمعه معه في القاهرة مؤخرًا، صرح بأن صرف رواتب العسكريين سيتم بعد استكمال صرف رواتب المدنيين. ومع ذلك، يبقى الوضع المالي لهؤلاء الجنود مأساويًا، وسط ضغوط مالية شديدة تهدد حياتهم اليومية وقدرتهم على تأمين احتياجات أسرهم.
أسباب التأخير وموعد الصرف
تشير مصادر مالية موثوقة إلى أن وزارة المالية كانت تستقطع نحو مليار وأربعمائة وستة وخمسين مليون ريال يمني شهريًا من مرتبات العسكريين، ما أدى إلى عجز في قدرة الدولة على الصرف المنتظم. على الرغم من توجيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بوقف هذه الاستقطاعات، إلا أنها لا تزال مستمرة، وهو ما يعقد الوضع المالي للعسكريين.
وفق تصريحات العميد مقراط، من المتوقع أن تبدأ عملية صرف رواتب العسكريين لشهر يونيو خلال الأيام القادمة، بعد الانتهاء من صرف رواتب المدنيين. ومع ذلك، يبقى الجنود في حالة ترقب وترقب للوفاء بهذه الوعود، وسط قلق من استمرار التأخير في الأشهر المقبلة.
التأثيرات الاجتماعية والأمنية
يشكل تأخير الرواتب ضغطًا ماليًا كبيرًا على العسكريين وأسرهم، ما ينعكس سلبًا على الاستقرار الاجتماعي والأمني في البلاد. ويؤكد خبراء أن استقرار المؤسسة العسكرية يعتمد بشكل كبير على انتظام صرف الرواتب، باعتباره ركيزة أساسية لضمان أداء مهام الجنود بكفاءة وفعالية.
ويدعو المراقبون والمحللون الجهات المعنية إلى التحرك الفوري لضمان صرف الرواتب بانتظام، بما يحفظ حقوق العسكريين ويؤمن حياة كريمة لهم ولأسرهم، ويسهم في تعزيز الاستقرار الأمني والاجتماعي في اليمن.