إطلاق منظومة رقابة متطورة على اللحوم والدواجن والأسماك لحماية صحة المستهلك في السعودية تبدأ من هذا اليوم
أعلنت المملكة العربية السعودية عن البدء في تطبيق منظومة رقابية جديدة وشاملة على منتجات اللحوم والدواجن والأسماك، وذلك في إطار جهودها المستمرة لضمان سلامة الغذاء وتعزيز جودة المنتجات الحيوانية المعروضة في الأسواق المحلية. ويأتي هذا الإجراء كجزء من استراتيجية وطنية متكاملة لتعزيز الأمن الغذائي، وضمان وصول منتجات غذائية آمنة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
رقابة صارمة تبدأ من المزرعة وتنتهي عند المستهلك
وتشمل المنظومة الجديدة جميع مراحل سلسلة الإمداد الغذائي، بدءًا من المزارع والمسالخ ومصانع التصنيع، مرورًا بوسائل النقل والتخزين، وصولًا إلى المنافذ التجارية مثل الأسواق والمطاعم والمراكز الغذائية. وتلتزم الجهات المسؤولة بتطبيق معايير السلامة الغذائية الدولية، إضافة إلى المواصفات السعودية والخليجية، ما يضمن خلو المنتجات من الملوثات والمواد الضارة، سواء البيولوجية أو الكيميائية.
المنظومة الجديدة تعتمد على أحدث التقنيات في مجال التفتيش والرقابة، مثل أنظمة التتبع الإلكتروني، وأجهزة الاستشعار الذكية، والتحاليل المخبرية الرقمية، إلى جانب قاعدة بيانات موحدة تربط بين المنتج والموزّع والمراقب. وتهدف هذه الأدوات المتقدمة إلى اكتشاف أي مخالفات بسرعة، واتخاذ الإجراءات المناسبة فورًا لضمان عدم وصول المنتجات المخالفة إلى الأسواق.
وأكدت الجهات الرقابية أن أي منشأة تُخالف معايير السلامة الجديدة ستواجه عقوبات رادعة، تبدأ من الغرامات المالية الكبيرة، وقد تصل إلى الإغلاق المؤقت أو الدائم للمصانع أو المتاجر. كما سيتم سحب المنتجات غير المطابقة فورًا، ونشر أسماء المنشآت المخالفة للشفافية. ويُمنح بعض المخالفين فرصة لتصحيح أوضاعهم، بشرط أن لا تؤثر المخالفة على سلامة المستهلك.
واكبت هذه الخطوة حملة توعية موسعة للمستهلكين، تحثهم على الانتباه لبطاقات التعريف على المنتجات، والتأكد من تاريخ الإنتاج والانتهاء، وظروف التخزين المناسبة. كما دعت الجهات المختصة المواطنين إلى عدم الشراء من مصادر غير موثوقة أو غير مرخصة، لضمان حصولهم على منتجات آمنة ومضمونة المصدر.
الرقابة تشمل المنتجات المستوردة والمحلية
لم تقتصر الرقابة الجديدة على المنتجات المحلية فحسب، بل شملت أيضًا المنتجات المستوردة، حيث ستخضع لفحوص دقيقة في المنافذ الجمركية قبل دخولها إلى الأسواق السعودية. وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا على حرص المملكة على ضمان جودة كل منتج غذائي يدخل إلى مائدة المستهلك، بغض النظر عن مصدره.
تمثل هذه المنظومة أحد أعمدة رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى رفع معايير جودة الحياة وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، إلى جانب بناء منظومة غذائية متطورة تواكب أعلى المعايير العالمية. وتعكس هذه الجهود اهتمام الدولة بصحة وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وتعزيز ثقة المجتمع في المنتجات المتوفرة في الأسواق.