تفاصيل الاتفاق بين أحمد الشرع ونتنياهو لوقف إطلاق النار في السويداء ومصير سلاح الدروز والعشائر
كشفت مصادر سورية رسمية تفاصيل اتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، ويتضمن دخول قوات الأمن السورية كافة مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية في المنطقة لتعزيز الاستقرار.
ويشمل الاتفاق، بحسب صحيفة "الوطن السورية" دمج عناصر الفصائل المسلحة المحلية ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، مع تكليفهم بالتعاون مع الوحدات الأمنية لحفظ الأمن والنظام داخل المحافظة، كما نص الاتفاق على تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل العشائر البدوية والدروز، وفتح باب الدمج السياسي للدروز في المرحلة المقبلة.
وفي خطوة تهدف إلى ضمان السلام، اتفق الطرفان على إتاحة ممر آمن لخروج من يرفض الالتزام بالاتفاق إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى محاسبة كل من ارتكب انتهاكات وفق القانون.
وعلى إثر هذا التطور، أمهلت وزارة الدفاع السورية مقاتلي العشائر البدوية حتى فجر السبت لمغادرة السويداء وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من مستودعات مسلحة في المحافظة. كما وصلت تعزيزات أمنية إلى مشارف المدينة لتعزيز الأمن.
وجاء الإعلان بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الجمعة بين مسلحين من العشائر والفصائل الدرزية عند المدخل الغربي لمدينة السويداء، وسط تأكيد المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك، على الاتفاق بين إسرائيل وسوريا لوقف إطلاق النار.
وعقب الاتفاق، بدأت وحدات الجيش السوري بالانسحاب التدريجي من مدينة السويداء، حيث تم تسليم مهام حفظ الأمن لقوات الأمن الداخلي المحلية. وجاء هذا الانسحاب بعد إنهاء عمليات ملاحقة وتفكيك المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، ما يمهد الطريق نحو استقرار نسبي في المحافظة.
كما تم نشر حواجز أمنية وتكثيف الوجود الأمني داخل المدينة، بمشاركة واسعة من أبناء المحافظة أنفسهم، لضمان تطبيق بنود الاتفاق والحفاظ على النظام العام. وقد أبدى السكان المحليون ترحيبهم بهذه الخطوة التي تعزز الأمان وتحد من التوترات.
بالإضافة إلى ذلك، اتفق الطرفان على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي شهدتها السويداء خلال الفترة الماضية، مع تقديم تعويضات للمتضررين، في مسعى لضمان المساءلة والعدالة، وطي صفحة الخلافات الماضية.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، خصوصًا في ظل استمرار المواقف الإسرائيلية المتشددة تجاه الجنوب السوري، والتي قد تؤثر على مدى الالتزام والاستقرار في المدى الطويل.
يشار إلى أن هذه الخطوات دفعة مهمة نحو استعادة الأمن والاستقرار في السويداء، بعد سنوات من التوترات والصراعات، وتفتح آفاقًا جديدة للتعايش السياسي والاجتماعي في المحافظة.