نبرة تهديد مبطنة.. مراسلة تسأل ترامب عن إمكانية "ترحيل إيلون ماسك" ورده لم يتأخر
عادة الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصديقه الملياردير إيلون مساك حيث أدلى بتصريحات نارية تجاه ماسك، ملمحًا إلى إمكانية مراجعة العقود الحكومية الموقعة مع شركاته، وخاصة شركة "سبيس إكس" التي تلعب دورًا محوريًا في برامج الفضاء والدفاع الأمريكية.
وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب، حين سألته إحدى المراسلات إن كان يفكر في "ترحيل" ماسك، فكان رده لافتًا حين قال: "لا أدري، سنلقي نظرة"، قبل أن يضيف بنبرة تهديد مبطنة: "ربما نرسل وكالة مكافحة الهدر الحكومي لمراجعة عقوده مع الحكومة... هل تعرفون ما هي؟ الوحش الذي قد يعود لالتهام إيلون. إنه يحصل على الكثير من الدعم، أليس كذلك؟".
الخلاف بين الطرفين ليس وليد اللحظة. فقد بدأت ملامحه تتشكل أوائل يونيو 2025، حين انتقد ماسك خطة ترامب الاقتصادية الجديدة المعروفة باسم "One Big Beautiful Bill"، معتبرًا أنها ستؤدي إلى تضخم الدين القومي، لكن الرد من ترامب لم يتأخر، حيث وصف ماسك بأنه "فقد عقله"، ولوّح بإجراءات عقابية تشمل سحب أو مراجعة العقود الحكومية الممنوحة له.
وتشير تقارير إعلامية موثوقة، أبرزها من وكالة "رويترز" و"وول ستريت جورنال"، إلى أن البيت الأبيض بدأ بالفعل مراجعة داخلية للعقود المبرمة مع "سبيس إكس"، بالتنسيق مع وزارة الدفاع ووكالة ناسا، وتشمل هذه العقود مشاريع استراتيجية كبرى تتعلق بإطلاق أقمار صناعية عسكرية، ونقل رواد فضاء إلى المحطة الدولية، وتطوير مركبات فضائية ضمن برامج العودة إلى القمر والمريخ، وتُقدّر قيمتها الإجمالية بنحو 22 مليار دولار.
التداعيات المحتملة لهذه الخطوة قد تكون كبيرة، ليس فقط على ماسك، بل على مستقبل برنامج الفضاء الأمريكي بأكمله، الذي يعتمد بشكل رئيسي على قدرات "سبيس إكس". وفي ظل هذا التوتر، بدأ جيف بيزوس، مؤسس شركة "بلو أوريجن"، يتحرّك بهدوء لتعزيز موقعه كمنافس محتمل قد يحل محل ماسك في تنفيذ هذه العقود، وهو ما قد يعيد تشكيل خريطة المنافسة في قطاع الفضاء الأمريكي.
بهذه التصريحات والمواقف، تتجه العلاقة بين ترامب وماسك نحو مزيد من التصعيد، وسط ترقب في الأوساط السياسية والاقتصادية، لما قد تحمله الأيام القادمة من قرارات حاسمة قد تعيد تشكيل العلاقة بين الدولة الأمريكية وواحد من أبرز رموزها التكنولوجيين.