تحذير عاجل لسكان عدن: الألواح الشمسية قد تتحول إلى قنابل موقوتة مع اقتراب موسم الرياح
تدابير لتجنب الكارثة
في ظل الاعتماد المتزايد على الطاقة الشمسية كحل لأزمة الكهرباء المزمنة في العاصمة المؤقتة عدن، تبرز تحذيرات خطيرة من مخاطر تركيب الألواح الشمسية بشكل عشوائي، خاصة مع اقتراب موسم "شمال الرياح" الذي يشهد أعاصير متزامنة.
وبهذا الاعتماد المتزايد أفادت مصادر في الدفاع المدني بمحافظة عدن عن تسجيل 47 حادثة سقوط ألواح شمسية خلال العام الماضي فقط، نتج عنها إصابات خطيرة ودمار في الممتلكات، وتظهر صور التقطت الأسبوع الماضي في حي الشيخ عثمان كيف تحولت لوحة شمسية غير مثبتة جيداً إلى مقصلة حقيقية كادت تقتل طفلاً يلعب أمام منزله.
وفقاً لتقرير فني صادر عن مركز أبحاث الطاقة المتجددة بجامعة عدن، فإن 63% من المنشآت الشمسية في المدينة تفتقر لمعايير التثبيت الآمن، ويوضح الدكتور مهند صالح، الخبير في أنظمة الطاقة، أن "العديد من التركيبات تتم باستخدام حبال بلاستيكية أو مسامير غير ملائمة، ما يجعلها قنابل موقوتة تنتظر أول عاصفة".
وأطلقت سلطات المحافظة حملة تفتيشية شملت حتى الآن 1200 منزل، صادرت خلالها 340 لوحة شمسية مثبتة بشكل خطر. كما بدأت جمعيات المجتمع المدني بتوزيع كتيبات إرشادية توضح طرق التثبيت الصحيحة، بالتعاون مع مكاتب الكهرباء.
وينصح الخبراء بثلاث خطوات أساسية الاستعانة بفنيين معتمدين يحملون تراخيص مزاولة المهنة، واستخدام أنظمة تثبيت معدنية مصممة لتحمل رياحاً تصل إلى 100 كم/ساعة، وإجراء فحص دوري كل 3 أشهر للوصلات والتوصيلات.
وتحملاً للمسؤولية، يشدد محافظ عدن أحمد لملس على أن "توفير الطاقة لا يجب أن يأتي على حساب الأرواح"، معلناً عن تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الأزمة. من جانبه، يحذر اتحاد تجار مواد البناء من أن بعض المحلات تروج لأنظمة رخيصة غير مطابقة للمواصفات.
وفي الوقت الذي تشكل فيه الطاقة الشمسية شريان حياة لسكان عدن، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذا الحل البيئي من مصدر تهديد إلى مشروع تنموي آمن، قبل أن تتحول أسطح المنازل إلى ساحات معركة مع عناصر الطبيعة.