زيارة ترامب إلى السعودية: ملفات استراتيجية وتحولات إقليمية في قمة غير عادية
تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً الثلاثاء، في زيارة رسمية وُصفت بأنها "غير عادية"، نظراً لحجم الملفات السياسية والاقتصادية المطروحة، وسط متغيرات إقليمية ودولية غير مسبوقة.
وفي مقال تحليلي نُشر بصحيفة الشرق الأوسط، قال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد إن زيارة ترامب تأتي محمّلة بجدول أعمال مزدحم يشمل: بناء برنامج نووي سعودي، توقيع صفقات تسليحية، بحث اتفاقية دفاعية، إنهاء حرب غزة، التقدّم في مسار حل الدولتين، والتفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب مشاريع استثمارية بقيمة تريليون دولار.
وذكر الراشد أن الزيارة ستتزامن مع وصول وفد رفيع من رؤساء كبرى شركات التقنية العالمية، من بينهم إيلون ماسك، إلى جانب ممثلين عن شركات مثل "ميتا"، و"أوبن إيه آي"، و"ألفابت"، و"بوينغ"، و"سيتي غروب"، ما يعكس طموح الجانبين في بناء شراكات استراتيجية تتجاوز التعاون العسكري.
وأضاف أن التحضيرات لهذه الزيارة بدأت قبل أكثر من شهرين، وشهدت مشاورات مكثفة على مستويات سياسية ودبلوماسية بين الرياض وواشنطن، تمهيداً للاتفاق على ملفات حساسة تشمل الدفاع والطاقة والاستثمار.
ولفت الكاتب إلى أن هذه الزيارة تمثّل المحطة الأولى في جولة ترامب الدولية بعد توليه الرئاسة مجدداً، مشيراً إلى أنها تأتي في ظل تحولات إقليمية كبرى، أبرزها تراجع نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران، وانهيار قوى مسلحة كانت فاعلة في السنوات الماضية.
وأشار الراشد إلى أن العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن تدخل مرحلة إعادة ترتيب، خاصة مع انتهاء مفعول اتفاق "كوينسي" الذي تأسس عليه التحالف التاريخي بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن الطرفين يسعيان الآن إلى صياغة اتفاق استراتيجي جديد يعكس المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.
كما تناول المقال مشروع السعودية النووي المدني، الذي تدعمه الاكتشافات الأخيرة لليورانيوم في صحاري المملكة ضمن رؤية 2030، مشيرًا إلى تحوّل الولايات المتحدة إلى دولة مصدرة للطاقة، وتوسع الأسواق السعودية في آسيا، وهو ما يعزز الحاجة إلى إعادة هيكلة العلاقات الاستراتيجية.
واختتم الراشد مقاله بالتأكيد على أن زيارة ترامب الثانية إلى السعودية تحمل طابعًا مختلفًا، كونها تركز على بناء علاقات قائمة على المصالح الاقتصادية المشتركة، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على التحالفات العسكرية، في نهج يتماشى مع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تحويل التحديات إلى فرص تنموية واستثمارية طويلة الأمد.
اقرا أيضا: قرارات مهمة في مجلس الوزراء السعودي بالتزامن مع زيارة ترمب