تحوّلت من رمز ديني إلى أمل طبي.. ما قصة سيارة البابا فرنسيس التي أصبحت عيادة متنقلة لأطفال غزة؟
في لفتة إنسانية مؤثرة، أعلنت منظمة كاريتاس القدس عن تحويل إحدى سيارات البابا الراحل فرنسيس، المعروفة باسم "البابا موبيل"، إلى عيادة طبية متنقلة مخصصة لعلاج أطفال قطاع غزة، تنفيذًا لوصيته الأخيرة قبل وفاته في 21 أبريل 2025.
من "بابا موبيل" إلى "عيادة أمل"
السيارة، وهي من طراز ميتسوبيشي استخدمها البابا خلال زيارته التاريخية إلى بيت لحم عام 2014، كانت محفوظة في المدينة كمَعْلَم رمزي للسلام. بمبادرة من كاريتاس السويد بالتعاون مع كاريتاس القدس، يتم تجهيز السيارة لتصبح عيادة متنقلة مجهزة بالكامل لتقديم الرعاية الصحية للأطفال في غزة، الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية.
تجهيزات طبية متكاملة
العيادة المتنقلة ستحتوي على معدات طبية أساسية تشمل أدوات تشخيص، اختبارات سريعة لاكتشاف العدوى، لقاحات، ومعدات لتقطيب الجروح. كما سيتم تعزيز السيارة بطبقة واقية من البلاستيك للحماية من الشظايا، نظرًا للمخاطر الأمنية في القطاع المحاصر.
دعم دولي وتحديات ميدانية
المشروع يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، مما يصعّب من إدخال المساعدات الإنسانية. مع ذلك، تسعى كاريتاس للحصول على الموافقات اللازمة لإدخال العيادة إلى القطاع، حيث أن النظام الصحي هناك على وشك الانهيار الكامل.
رسائل أمل من البابا
البابا فرنسيس، الذي كان على اتصال يومي مع المجتمع المسيحي في غزة خلال فترة الحرب، أعرب عن دعمه الكامل لهذه المبادرة قبل وفاته، قائلاً: "بالتأكيد، استخدموا سيارتي إذا كانت ستفيد أطفال غزة، فهي تستحق أن تُستخدم بهذا الشكل".
من جانبه، أكد بيتر برونه، الأمين العام لكاريتاس السويد، أن السيارة ليست مجرد مركبة، بل "رسالة مفادها أن العالم لم ينسَ أطفال غزة".