«التعوّد القاتل»: كيف يدمر غيابك علاقتك بالمرأة التي تحبها؟
في زمن السرعة والضغوط اليومية، يواجه كثير من الأزواج والشركاء خطر التباعد العاطفي الذي قد يبدأ تدريجيًا دون أن ينتبهوا له. خبراء العلاقات يحذرون من خطأ شائع يرتكبه الرجال تحديدًا: تعويد المرأة على غيابهم، ما يؤدي ببطء إلى موت العلاقة دون صراخ أو خلافات كبرى.
يشرح د. أحمد منصور، استشاري العلاقات الأسرية، أن أخطر ما قد يحدث بين الرجل والمرأة هو أن ينسحب الرجل من تفاصيل حياتها شيئًا فشيئًا. يقول: «عندما تغيب عنها، تبدأ في الاعتماد على نفسها، تحل مشكلاتها وحدها، وتنجز مهامها دون دعمك. بمرور الوقت، ينسحب وجودك من حياتها حتى لو كنت حاضرًا جسديًا».
وتشير دراسات نفسية إلى أن الدماغ البشري يملك قدرة مذهلة على التكيّف مع التغيرات. في حالة العلاقة العاطفية، إذا اعتادت المرأة العيش دون دعم أو وجود عاطفي من شريكها، يعيد عقلها برمجة نفسه على الوحدة والاكتفاء الذاتي.
من التعلّق إلى اللامبالاة
في البداية، قد تشعر المرأة بألم الغياب وتشتاق إليه. لكنها مع الوقت تبدأ في بناء استقلاليتها. توضح المستشارة النفسية سلمى جمال: «كل موقف صعب تتجاوزه وحدها، وكل قرار تتخذه دون استشارة أو دعم، يضع لبنة جديدة في جدار الاستغناء عنك».
ومع الإنجازات الشخصية والاعتياد على الوحدة، يتراجع اعتمادها العاطفي عليك. هنا يكمن الخطر الأكبر: لم تعد بحاجة إليك. بل قد تجد الراحة في غيابك، وتفقد الدافع للحديث أو التواصل.
عندما تموت المشاعر
خبراء العلاقات يؤكدون أن المرأة في هذه المرحلة لن تكره شريكها بالضرورة. لكنها أيضًا لن تحبه كما كان. تصبح علاقتها به «محايدة» تمامًا. تقول سلمى جمال: «لن تكرهه. لكنه لن يعني لها شيئًا. ستراه كأنه شخص عادي أو حتى غريب. وهنا تنهار العلاقة فعليًا دون مشاجرات أو صخب».
ما الذي يمكن فعله؟
ينصح المختصون أي رجل يريد علاقة مستقرة ألا يترك شريكته تشعر بغيابه العاطفي حتى لو اضطره العمل أو السفر للغياب الجسدي. أهم النصائح:
تواصل يوميًا ولو برسالة قصيرة.
شاركها مشكلاتها وخططها.
استمع لها باهتمام دون مقاطعة.
ادعمها في أوقاتها الصعبة.
اجعلها تشعر أنك سند حقيقي.
الوجود الحقيقي ليس فقط في البيت، بل في القلب والعقل والمشاعر.