ألوان

الرقية الشرعية... علاج رباني يتجدد في قلوب المرضى

تريندي نيوز

في عالم تتسارع فيه وتيرة الطب الحديث وتتنوع فيه وسائل العلاج، يبقى القرآن الكريم ملاذًا روحيًا ودواءً ربانيًا لمن أثقلهم المرض وتعبت أجسادهم. ومع ارتفاع الوعي الديني لدى المسلمين في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، عادت الرقية الشرعية لتتصدر المشهد كوسيلة شفاء تجمع بين الإيمان والتعافي.

 

الرقية... نورٌ من السماء

الرقية الشرعية ليست طقسًا شعبيًا أو موروثًا ثقافيًا كما يظن البعض، بل هي أسلوب نبوي أصيل، ثبتت فاعليته في التخفيف من الآلام الجسدية والنفسية. وتقوم الرقية على قراءة آيات من القرآن الكريم وأدعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنية الشفاء، والتوكل على الله وحده.

 

ما الذي يُقرأ في الرقية؟

يبدأ الراقي أو الشخص الراغب بالرقية لنفسه بقراءة:

سورة الفاتحة (عدة مرات).

آية الكرسي [البقرة: 255].

آخر آيتين من سورة البقرة.

سورة الإخلاص والمعوذتين (ثلاث مرات لكل منها).

 

كما تشمل الرقية أدعية مأثورة، أبرزها:

"اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك..."

"أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك." (تُكرر سبع مرات).

"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك...".

 

طريقة التطبيق

يتم قراءة الآيات والأدعية بصوت مسموع، إما مباشرة على المريض، أو ينفث الراقي برفق مع ريقٍ خفيف أثناء القراءة على موضع الألم، ويمكن تكرار ذلك أكثر من مرة يوميًا. كما يمكن للمريض أن يرقي نفسه بنفسه، وهو أمر محمود ويزيد من تعلقه بالله.

 

بين الدين والطب... توافق لا تعارض

يرى مختصون في العلاج السلوكي أن للرقية أثرًا نفسيًا عميقًا في تهدئة الأعصاب وطمأنة القلوب، ويؤكدون أنها لا تتعارض مع الطب، بل تكمله، ما دامت خالية من الشعوذة والخرافات.

 

ويؤكد الشيخ "عبدالله المانع" – أحد الرقاة المعتمدين – أن “الرقية ليست بديلاً عن الطب، لكنها باب من أبواب الشفاء الشرعي يجب أن يُؤخذ باعتدال، بعيدًا عن الغلو أو استغلال حاجات الناس”.

 

الرقية الشرعية، بآياتها النورانية وأدعية النبي الكريم، تمثل ترياقًا روحيًا لكل مريض. وبينما ننتظر شفاء الأجساد، تداوي الرقية الأرواح أولاً، وتعيد للقلوب الطمأنينة.

زر الذهاب إلى الأعلى