أخبار

السودان بين النيران: قصف مدمر ومعاناة إنسانية تدفع البلاد نحو الانهيار الشامل

في ظل حرب مستعرة منذ أكثر من عام ونصف، يتفاقم الوضع الإنساني في السودان وسط تصاعد العنف، ونزوح الملايين، ومجاعة تهدد حياة الملايين. ومع استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، باتت البلاد تقترب أكثر من حافة الانهيار الشامل، وفقًا لتصريحات دولية.

تصاعد العنف: قصف ومواجهات عنيفة
شهدت العاصمة الخرطوم، الأحد، مواجهات عنيفة وقصفًا مدفعيًا في جنوبها، وُصف بأنه الأشد منذ أشهر. القصف أدى إلى تدمير منازل بالكامل وأشاع الذعر بين السكان، وفقًا لمصادر عسكرية وأهلية. كما هاجمت قوات "الدعم السريع" مواقع للجيش في ولاية النيل الأبيض، محاولين السيطرة على مواقع استراتيجية تعزز من تحركاتهم العسكرية.

وفي بيان لها، أعلنت "الدعم السريع" تنفيذ عملية نوعية استهدفت قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية شمال أم درمان، مشيرة إلى تدمير طائرات حربية ومعدات عسكرية، بينما لم يصدر الجيش تعليقًا فوريًا على الهجوم.

كارثة في دارفور: أرقام صادمة
في ولاية شمال دارفور، تجاوز عدد ضحايا القتال في مدينة الفاشر 9,000 بين قتيل وجريح منذ أبريل/نيسان 2023. ووفقًا لوزارة الصحة بالولاية، تعاني المستشفيات من نقص حاد في المعدات الطبية، ما يفاقم الأزمة الصحية. وأفاد المدير العام لوزارة الصحة أن أكثر من 3,000 عملية جراحية أُجريت، بينما تم دفن مئات الضحايا دون تسجيل رسمي بسبب شدة المعارك.

تحذيرات دولية: العد التنازلي للانهيار
الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، أعلن أن السودان دخل مرحلة "العد التنازلي نحو الانهيار الشامل". وأشار إلى أن 20 مليون سوداني يعانون من العنف والجوع، بينهم 1.5 مليون على حافة المجاعة، بينما يُعد واحد من كل خمسة أشخاص نازحًا.

وقال إيغلاند: "ما يجري في السودان مأساة من صنع الإنسان. الأطراف المتحاربة مسؤولة مباشرة عن الحصار والمجاعة التي تهدد جيلاً كاملاً". وأضاف: "رأيت في دارفور نساء يكافحن للبقاء على قيد الحياة بوجبة يومية من أوراق الشجر المسلوقة".

دعوات لإنقاذ السودان
في محاولة لتخفيف الأزمة، من المقرر أن تزور مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيت ويبر، مدينة بورتسودان الأسبوع المقبل لمناقشة حماية المدنيين وسبل تحسين الأوضاع الإنسانية. لكن الأوضاع على الأرض لا تزال تتدهور في ظل غياب أفق لحل سياسي ينهي هذه الكارثة.

أزمة متفاقمة
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في أبريل/نيسان 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص، ونزح أكثر من 11 مليون آخرين، وفقًا للأمم المتحدة. السودان، الذي كان يعاني أصلًا من الفقر، بات اليوم يشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع دعوات متصاعدة لإنهاء الحرب وتجنب كارثة إنسانية لا يُعرف حجمها النهائي بعد.

المصدر: وسائل إعلام سودانية
زر الذهاب إلى الأعلى