سحب الجنسية من 700 شخص في الكويت: أكبر حملة تطهير قانوني في تاريخ البلاد
كشفت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية مؤخرًا عن إصدار قرارات حاسمة بسحب أو فقد الجنسية الكويتية لما يُربو على 700 حالة مدرجة ضمن أربع ملفات رئيسية تشمل ازدواجية الجنسية، وتزوير الوثائق، وادعاءات كاذبة، بالإضافة إلى حالات اُسقطت الجنسية عنها بحكم "المصلحة العليا للبلاد"، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة الرأي الكويتية.
ووفقًا للصحيفة، تم تسجيل 16 حالة ازدواجية جنسيتين مع دول خليجية وعربية. من بين الحالات الأكثر غرابة، اكتُشف أن شخصًا من مواليد عام 1940 مُنحت جنسيته بموجب المادة الأولى من قانون الجنسية، وكانت مسجّلة تحته 440 شخصًا بالتبعية، وجميعهم خضعوا لسحب الجنسية لاحقًا بعد التحقق من التزوير . وتفرّعت من هذه القضية وحدها شبكة تزوير كبيرة تضم 1060 شخصًا تم إسقاط جنسيتهم جميعًا.
كما أُثير جدل حول أشخاص يحملون جنسية خليجية تحت أسماء مزيفة، سجلوا أبناءً مزوَّرين ضمن ملفاتهم، إلى جانب أبنائهم الحقيقيين، مما خلق حالة من التشابك القانوني والإداري وصفها مراقبون بالكويت بأنها "أغرب من الخيال" .
الحملة المكثفة لسحب الجنسية جاءت ضمن سلسلة قرارات بدأت منذ ديسمبر 2024، حسب بيان رسمي أعلن عن 3701 حالة في اجتماع أول للجنة، يليه تحرك جديد في مارس 2025 بموجة من 464 حالة تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء، ثم تلتها حملة مايو 2025 التي شملت 1291 حالة إضافية.
وتعود هذه الإجراءات إلى أحكام قانون الجنسية رقم 15 لسنة 1959 ومعدلاته: تشمل المادة 11 للازدواجية، والمادة 21 مكرر أ لحالات الغش والتزوير وإن كانت الجنسية قد انتقلت بالتبعية، والمادة 13 فقرات مختلفة لمن حصلوا على الجنسية بموجب بند "الأعمال الجليلة" أو لمصلحة البلاد العليا.
في ظل هذه القرارات، أنشأ مجلس الوزراء لجنة تظلمات خاصة لمنح المسحوبين جنسيتهم سابقًا فرصة الاعتراض، حيث بلغت حالات التظلم المسجلة 14,360 طلبًا حتى منتصف مايو 2025، وذلك بغرض ضمان العدالة القانونية وتوفير طريق رسمي لاستئناف القرارات.
وفي السياق الدولي، أشار تقرير لمجلة Financial Times إلى أن خطوة الكويت هذه تأتي في إطار حملة أوسع أدّت إلى جعل نحو 42,000 شخص عديمي الجنسية خلال ستة أشهر فقط، مما أثار انتقادات واسعة حول ما إذا كانت هذه الإجراءات تُستخدم كأداة ضغط سياسي ضد المتجنسين قانونيًا والنساء المتزوجات من كويتيين قبل إلغاء المادة 8 من القانون.