الهجوم الأخطر منذ شهور.. غرق سفينة "إترنيتي سي" في البحر الأحمر والحوثيون يعلنون المسؤولية
على الرغم من توقف الهجمات على البحر الأحمر منذ شهور، إلا أن السلطة الحاكمة في صنعاء "الحوثيون" أعلنت مسؤوليتها الكاملة عن الهجوم الذي أدى إلى غرق سفينة الشحن الليبيرية "إترنيتي سي"، بعد تعرضها لهجوم مزدوج خلال يومين، في خطوة تعيد التحديات التي تواجه أمن الملاحة الدولية للواجهة.
عملية هجومية بصواريخ وزورق مفخخ
وقالت سلطات الحوثيين في بيان رسمي إن العملية نُفذت باستخدام زورق مسيّر وستة صواريخ باليستية ومجنحة، مستهدفة السفينة بزعم توجهها إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) الإسرائيلي، ما اعتبرته الجماعة "خرقًا لقرار الحظر" الذي فرضته على الموانئ الإسرائيلية.
وأكد البيان أن الهجوم جاء بعد رفض السفينة "الاستجابة للنداءات والتحذيرات" من قبل القوات البحرية التابعة للجماعة، لافتين إلى أن العملية أدت إلى غرق السفينة بالكامل في مياه البحر الأحمر، مشيرين إلى أن وحدة خاصة تدخلت بعد الهجوم لإنقاذ عدد من أفراد الطاقم، دون الكشف عن هوياتهم أو تفاصيل إضافية.
ضحايا ومفقودون في حادث الغرق
ووفقًا لتقارير أمنية بحرية وشركة "أمبري" البريطانية المتخصصة في الأمن البحري، فإن السفينة "إترنيتي سي" — التي كانت ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية — تعرضت لهجومين متتاليين يومي الإثنين والثلاثاء، قبل أن تغرق بشكل نهائي صباح الأربعاء.
وبحسب وكالة "رويترز"، أسفر الهجوم عن مقتل أربعة من أفراد الطاقم، بينما لا يزال 14 آخرون في عداد المفقودين، في حين تم إنقاذ سبعة فقط. وقد أعربت ليبيريا، عبر مندوبها في المنظمة البحرية الدولية، عن "الصدمة والحزن العميق" لمقتل اثنين من مواطنيها، ووصفت الحادث بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي".
تحذيرات دولية من التصعيد الخطير
وخلال إحاطته لمجلس الأمن، وصف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ما جرى بأنه "تصعيد خطير في البحر الأحمر"، مشيرًا إلى أن هذا الحادث يُعد أول استهداف مباشر لسفينة تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر. وحذّر غروندبرغ من مخاطر إنسانية وبيئية محتملة نتيجة تكرار هذه الهجمات، لافتًا إلى أن هناك مدنيين سقطوا بين قتيل وجريح في هذا الهجوم.
السفارة الأميركية: الحوثيون اختطفوا ناجين من الغرق
في تطور مقلق، قالت السفارة الأميركية في اليمن، مساء الأربعاء، إن جماعة الحوثيين اختطفت عددًا من أفراد طاقم السفينة بعد نجاتهم من الغرق، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
وأوضحت السفارة في بيان رسمي أن الجماعة "قتلت رفاقهم، أغرقت سفينتهم، عرقلت جهود الإنقاذ، ثم أقدمت على اختطاف الناجين"، معتبرة أن هذه "الممارسات الإرهابية" توضح سبب إعادة تصنيف الجماعة كـ منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
تكرار للهجمات البحرية.. وتهديد لأمن الملاحة
وكانت "إترنيتي سي" ثاني سفينة تتعرض لهجوم خلال 48 ساعة، بعد استهداف ناقلة النفط "ماجيك سيز" والتي أعلن الحوثيون أيضًا مسؤوليتهم عنها. وقد تم نقل طاقم الناقلة إلى جيبوتي بسلام، وفق ما أفادت به مصادر ملاحية.
وتخشى جهات دولية من أن تكرار الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر قد يؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة العالمية، ويُدخل المنطقة في دوامة من التوترات العسكرية والسياسية.
خلاصة المشهد
مع تصاعد التوتر في الممرات البحرية الحيوية، يبدو أن استهداف السفن بات سلاحًا يستخدم في الصراع الإقليمي بغطاء سياسي وعسكري، ويبقى السؤال مطروحًا: إلى متى يمكن لمثل هذه الحوادث أن تستمر دون حل المشاكل العالقة في المنطقة العربية خاصة وقف الحرب على غزة والتي تعد مبرر الحوثيين في استهدافهم للسفن في البحر الأحمر.