تحالفات غامضة وصدامات غير متوقعة: ما الذي يحدث بين ترامب وماسك؟
شهدت سوق السيارات الكهربائية العالمية ضغوطًا متجددة هذا الأسبوع، مع تراجع أسهم ريفيان ولوسيد موتورز بنسب بلغت 2% و3.8% على التوالي، في ظل استمرار الجدل السياسي في الولايات المتحدة حول الدعم الحكومي المخصص للطاقة النظيفة.
وفي خطوة تعكس التوتر المتصاعد، دعت جماعة «التحالف من أجل الكهربة» وهي واحدة من أبرز جماعات الضغط المدافعة عن المركبات الكهربائية، نواب مجلس النواب الأميركي إلى تعديل بنود مشروع القانون المثير للجدل الذي أثار انقسامات واسعة بين السياسيين والمستثمرين.
التطور الأبرز في هذا السياق كان الصدع الذي ظهر مؤخرًا في العلاقة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك. فبعدما كانا حليفين مقربين خلال حملة 2024، وتبرع ماسك بسخاء لدعم إعادة انتخاب ترامب، بل وتولى قيادة وكالة حكومية جديدة لفترة وجيزة هدفها تقليص الهدر الإداري، انفجرت الخلافات في مايو الماضي.
مصادر مقربة من الطرفين تشير إلى أن الخلافات تركزت حول مشروع القانون الضخم الذي أطلق عليه ترامب اسم «فاتورة واحدة جميلة ضخمة»، والذي وصفه ماسك بأنه خيانة صريحة لطموحات الولايات المتحدة في التحول نحو الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.
ورغم محاولة وسطاء تهدئة التوتر، اتخذ ماسك موقفًا أكثر حدة في الأسابيع الأخيرة، ملمحًا إلى إمكانية تأسيس كيان سياسي جديد يُعرف باسم «حزب أمريكا» ليكون بديلًا ثالثًا يتحدى هيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، اللذين وصفهما ماسك بأنهما عاجزان عن إحداث التغيير المطلوب في السياسات الاقتصادية والبيئية.
هذه الأزمة بين ترامب وماسك تأتي في وقت حساس، إذ يتصاعد الجدل حول أولويات الإنفاق الحكومي، ومستقبل حوافز السيارات الكهربائية، وخطط الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها المناخية. ويرى مراقبون أن أي انقسام في المعسكر المؤيد للتكنولوجيا والطاقة النظيفة قد يضعف جهود الضغط على الكونغرس لتوسيع الدعم المالي والاستثماري لهذا القطاع الحيوي.
في المقابل، يقول أنصار ترامب إن مشروع القانون يهدف إلى ضبط الإنفاق وترشيد الدعم الحكومي في إطار إصلاحات أوسع، بينما يرى خصومه أنه يخدم مصالح الطاقة التقليدية على حساب الابتكار والنمو المستدام.
وسط هذه الأجواء، تتابع أسواق المال وشركات السيارات الكهربائية التطورات السياسية عن كثب، تحسبًا لأي تأثيرات محتملة على برامج الحوافز والمبيعات المستقبلية، خاصة مع مؤشرات على أن المعركة حول هذا الملف قد تتحول إلى محور رئيسي في الحملات الانتخابية المقبلة.