قصة حوت الأوركا وهجومه المفترض على مدربته تثير جدلاً واسعاً على منصات التواصل
تصدر اسم حوت الأوركا خلال الساعات الماضية محركات البحث، وسط انتشار قصة مثيرة عن هجوم الحوت على مدربته، مما دفع كثيرين للتساؤل حول حقيقة الواقعة ومدى صحتها.
التحقيق في التفاصيل كشف أن القصة التي روجت لهجوم الحوت على المدربة جيسيكا رادكليف، لا أساس لها من الصحة، بل هي قصة ملفقة ومفبركة عبر مقاطع فيديو تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، دون وجود أي أدلة أو تقارير رسمية تؤكد وقوع الحادث. كذلك لم تصدر أية بيانات من منتزهات الحيتان أو الجهات المختصة بالسلامة المهنية تشير إلى حدوث هذه الواقعة.
في المقابل، هناك حوادث مأساوية حقيقية وثقت خلال الأعوام الماضية، منها وفاة المدربة دون برانشو التي قضت على يد حوت الأوركا في إحدى الحدائق البحرية عام 2010، وحصلت هذه الحادثة على اهتمام إعلامي واسع واحتلت مكانة مركزية في فيلم وثائقي شهير كشف مخاطر العمل مع هذه الكائنات البحرية الضخمة. وهناك أيضاً حالة المدرب الإسباني أليكسيس مارتينيز الذي لقي حتفه بعد اصطدامه بحوت قاتل في عام 2009، بالإضافة إلى حادثة غرق المدرب الكندي كيلتي بيرن بعد أن جذبته مجموعة من حيتان الأوركا تحت الماء عام 1991.
تلك الحوادث تعكس الطبيعة البرية والقدرة المفترسة لحوت الأوركا، الذي يعيش في جميع المحيطات ويتسم بألوانه المميزة الأبيض والأسود، ويُعرف شعبياً باسم “الحوت القاتل” بسبب سلوكياته في صيد فرائسه من الأسماك وحتى الحيتان الأخرى. الاسم العلمي لهذا الحوت يشير إلى “مملكة الموتى”، وهو من أشرس المفترسات البحرية، ويتغذى على أنواع متعددة من الكائنات البحرية بما في ذلك الأسماك، الدلافين، الحيتان الكبيرة، والأخطبوطات.
تبقى قصة هجوم الحوت على المدربة الأخيرة مجرد إشاعة، لكن الحوادث الواقعية التي حصلت سابقاً تذكر بضرورة الحذر والتوعية حول التعامل مع هذه الكائنات البحرية الضخمة، التي رغم جمالها وقوتها، تحمل في طياتها خطورة كبيرة على البشر