الجنيه المصري بين مطرقة الدولار وسندان الريال: استقرار نسبي وتحركات حذرة في أسواق الصرف
تشهد أسواق العملات الأجنبية في مصر حالة من الاستقرار النسبي في أسعار صرف الدولار الأمريكي والريال السعودي مقابل الجنيه المصري، وسط مراقبة دقيقة من قبل المتعاملين والمستثمرين لتحركات السوق العالمية، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية على الساحة الدولية.
الدولار يواصل الثبات عند مستويات منخفضة
بحسب بيانات موقع "إكسشينج ريتس"، سجل الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 نحو 49.09 جنيه مصري، مستقرًا بالقرب من أدنى مستوى له خلال هذا الشهر والذي بلغه في 24 يوليو (49.05 جنيه). ويُعد هذا الثبات مؤشراً على هدوء نسبي في الطلب على العملة الأمريكية داخل السوق المصرية، خصوصاً في ظل تراجع وتيرة الاستيراد وزيادة المعروض من العملات الأجنبية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن تراجع سعر صرف الدولار خلال الأسابيع الماضية يعكس حالة من التوازن النقدي الناجمة عن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري لضبط السوق، ومن بينها التحكم في السيولة وتشديد الرقابة على حركة العملة داخل البلاد.
الريال السعودي يحافظ على استقراره
على الجانب الآخر، سجّل الريال السعودي نحو 13.09 جنيه مصري في متوسط سعر الصرف، وهو ما يتماشى مع مستوياته المعتادة خلال الأشهر الماضية. ويرتبط أداء الريال في السوق المصرية بشكل مباشر مع معدلات تحويلات المصريين العاملين في المملكة العربية السعودية، إلى جانب الأنشطة المرتبطة بموسم العمرة والحج.
وبحسب خبراء مصرفيين، فإن استقرار سعر الريال يعزز من قدرة السوق على تلبية احتياجات المواطنين من العملة السعودية، خاصة في ظل انتظام الرحلات الدينية إلى الأراضي المقدسة واستمرار تحويلات العاملين بالخارج بمعدلات مرتفعة نسبياً.
قراءة في المؤشرات الاقتصادية
المؤشرات اليومية لأسعار الصرف تشير إلى أن الجنيه المصري لا يزال يواجه ضغوطًا هيكلية على المدى الطويل، غير أن استقرار العملات الأجنبية يعكس نجاح السياسات النقدية المرحلية. ويتوقع محللون استمرار هذا الاتجاه خلال الربع الثالث من العام الحالي، ما لم تطرأ تغيرات مفاجئة على المشهد الاقتصادي العالمي، خصوصاً في ما يتعلق بأسعار النفط وسعر الفائدة الأمريكية.
نصائح للمستهلكين
يوصي الخبراء الأفراد والمستوردين بعدم التسرع في شراء كميات كبيرة من العملات، خاصة مع وجود إشارات واضحة على استقرار الأسعار. كما يُفضل للمسافرين أو الراغبين في تحويل أموالهم مراقبة السوق بشكل يومي لتحديد أنسب توقيت للصرف.
يبقى السوق المصري في حالة ترقب، بينما يستمر الجنيه في مواجهة تحدياته القديمة تحت غطاء سياسات نقدية حذرة، فيما تحافظ العملات الرئيسية، وعلى رأسها الدولار والريال، على توازن دقيق يعكس حجم التداخل بين الاقتصاد المحلي والمشهد الدولي.