ألوان

إحباط طلاب الجامعة... أزمة صامتة تهدد جيل المستقبل

تريندي نيوز

بين جدران القاعات الجامعية وصخب المحاضرات والامتحانات، يعيش آلاف الطلاب في صمتٍ موجع، تحاصِرهم مشاعر الإحباط والقلق والتشتت، في ظل ضغوط متزايدة وانعدام الدعم النفسي الكافي داخل المؤسسات التعليمية. إحباط الشباب في مرحلة الجامعة لم يعد مجرد عرض عابر، بل ظاهرة مقلقة تكشف عن هشاشة نفسية تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، وتهدد استقرار جيل بأكمله.

 

واقع نفسي صعب

بحسب دراسات حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، فإن ما يقارب 60% من طلاب الجامعات يعانون من أعراض نفسية مرتبطة بالضغط الدراسي، مثل القلق المستمر، وانخفاض الدافعية، وضعف الثقة بالنفس. وتتركز الأسباب في ضغوط التحصيل، الخوف من المستقبل، المقارنة الاجتماعية، بالإضافة إلى غياب الدعم النفسي المؤسسي داخل الحرم الجامعي.

 

ويقول الدكتور حسام مرسي، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن "الشباب في المرحلة الجامعية يمرون بمرحلة انتقالية حساسة، ما بين الاعتماد على الأسرة واستقلالية المستقبل، وغالبًا ما يُتركون لمواجهة تحدياتهم بمفردهم دون أدوات نفسية أو إرشادية واضحة".

 

أصوات من الداخل

في استطلاع للرأي شمل طلابًا من جامعات حكومية وخاصة، أكد الكثير منهم أنهم يشعرون بأنهم عالقون بين توقعات أسرهم، وتحديات الواقع، مع غياب فرص واضحة لتحقيق الذات. تقول منى، طالبة بكلية الإعلام: "أشعر أنني أدرس فقط لأرضي المجتمع، لا أستمتع بتخصصي، وأخشى أن أتخرج دون هدف حقيقي".

 

ويضيف أحمد، طالب في كلية الهندسة: "الإحباط يأتي من مقارنة مستمرة على وسائل التواصل، الكل يظهر ناجحًا وسعيدًا، بينما الحقيقة أننا نعاني".

 

ضعف في آليات الدعم

ورغم وجود مراكز للإرشاد النفسي في بعض الجامعات، إلا أن الكثير منها يعاني من نقص الكوادر أو غياب التفاعل الجاد من الطلاب. ويشير مختصون إلى أن الصورة النمطية حول الطب النفسي ما زالت تردع الكثير من الطلاب عن طلب المساعدة.

 

الحلول الممكنة

يوصي خبراء التعليم والصحة النفسية بعدد من الخطوات العاجلة للحد من تنامي ظاهرة الإحباط لدى طلاب الجامعة، أبرزها:

دمج برامج الصحة النفسية والإرشاد السلوكي ضمن العملية التعليمية

تفعيل خدمات الدعم النفسي المجاني داخل الجامعات

تشجيع الطلاب على التعبير عن مشاكلهم دون خوف من الوصمة

تأهيل أعضاء هيئة التدريس لتقديم دعم نفسي أولي

تعزيز الأنشطة الطلابية التي تساعد على بناء الذات وتقليل العزلة

 

الإحباط الذي يعيشه الشباب الجامعي لا يمكن فصله عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة، لكنه أيضًا نتيجة لفجوة حقيقية في دعم الصحة النفسية داخل الجامعات. وإذا كانت الجامعات تصنع قادة الغد، فإن دعمهم نفسيًا اليوم هو أول استثمار حقيقي في المستقبل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى