ألوان

"مونجارو" و"ويغوفي" يثيران قلقًا جديدًا: هل يؤثران على الرغبة الجنسية؟

شهدت أدوية إنقاص الوزن من فئة GLP‑1، مثل "مونجارو" و"ويغوفي"، انتشارًا واسعًا بفضل فعاليتها العالية في خفض الوزن وتحسين الصحة العامة، ومع ذلك، كشفت تقارير طبية حديثة عن تأثير جانبي غير متوقع لهذه الأدوية يتمثل في تراجع الرغبة الجنسية لدى بعض المستخدمين، ما أثار قلق المختصين والمرضى على حد سواء.

 

 ما هي أدوية GLP‑1 وكيف تؤثر؟
تعتمد هذه الأدوية على تقليد هرمون طبيعي يُفرز في الأمعاء بعد تناول الطعام يُعرف بـ GLP‑1، الذي يُحفّز الشعور بالشبع ويزيد من إنتاج الأنسولين في البنكرياس، مما يساعد على التحكم في الشهية وتقليل تناول الطعام. إلى جانب ذلك، يؤثر هرمون GLP‑1 على مركز المكافأة في الدماغ، ما يساهم في تقليل الرغبة بتناول الطعام بشكل ملحوظ. ولكن بحسب دراسات وأبحاث عدة، يمتد تأثير هذا الهرمون ليشمل أحيانًا انخفاض الرغبة الجنسية لدى بعض الأشخاص.

 

 ماذا تقول الدراسات والتقارير؟
تشير المصادر الطبية إلى أن نسبة تتراوح بين 1% و3% من مستخدمي مونجارو أبلغوا عن انخفاض في الرغبة الجنسية أو مشاكل في الأداء الجنسي. ووفقًا لأبحاث منشورة في مجلات علمية، فإن تحفيز مستقبلات GLP‑1 يؤدي إلى زيادة نشاط مادة السيروتونين في الدماغ، والتي يمكن أن تضعف الرغبة الجنسية لدى المستخدمين.

من ناحية أخرى، تشير بعض التقارير الصحفية والمستخدمين إلى قصص متباينة؛ فبينما يعاني بعض الأشخاص من تراجع في الرغبة الجنسية، أبلغ آخرون عن تحسن في هذه الرغبة بعد فقدان الوزن وتحسن حالتهم النفسية.

 

 لماذا يحدث ذلك وما هو التفسير العلمي؟
يرتبط هذا التأثير الجانبي بتعديل وظيفة الناقلات العصبية في الدماغ، حيث يؤثر الدوبامين المرتبط بالمتعة الجنسية ويزيد السيروتونين، مما يقلل من الإثارة الجنسية. كما أن فقدان الوزن السريع الذي تحققه هذه الأدوية قد يؤدي إلى تغيرات هرمونية مؤقتة، تشمل انخفاض مستويات التستوستيرون أو الاستروجين، مما يؤثر بدوره على القدرة الجنسية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تسهم الأعراض الجانبية الأخرى مثل التعب والغثيان في تقليل الطاقة والرغبة في الممارسة الجنسية.

 

 ماذا ينصح الأطباء؟
يوصي الأطباء الذين يراقبون حالات المرضى باستخدام هذه الأدوية بضرورة التواصل مع مقدم الرعاية الصحية فور ملاحظة تراجع واضح في الرغبة الجنسية. في بعض الحالات، قد يكون تعديل الجرعة أو إدخال علاجات داعمة مثل اختبار مستويات التستوستيرون أو تقديم الدعم النفسي خطوة مهمة للحفاظ على جودة حياة المرضى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى