ألوان

قضم الأظافر لدى الأطفال: عادة خفية تكشف عن قلقهم وكيفية علاجها بذكاء

تريندي نيوز

في زحمة الحياة اليومية لا ينتبه كثير من الآباء إلى عادة صغيرة لكنها تحمل رسائل مهمة عن الحالة النفسية لأطفالهم، وهي عادة قضم الأظافر. أطباء وخبراء في الصحة النفسية يحذرون من تجاهل هذا السلوك الذي يعد الأكثر شيوعا بين عادات الأطفال العصبية، إذ قد يرتبط بالقلق والتوتر وحتى مشاكل اجتماعية أعمق.

 

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن قضم الأظافر يظهر عادة بين سن الثالثة والسادسة، ويستمر عند بعض الأطفال حتى المراهقة. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 30 إلى 60 في المئة من الأطفال في سن المدرسة قد يمرون بهذه العادة في مرحلة ما.

 

أسباب متعددة تتخطى الملل

 

يؤكد الأطباء أن هذه العادة لا تنشأ من فراغ. قد تكون وسيلة للتهدئة الذاتية عند القلق أو الغضب، أو تعبيرا عن الملل والفراغ. في حالات أخرى، يقلد الطفل أشخاصًا مقربين منه. ويرى اختصاصيو الصحة النفسية أن بعض الأطفال يطورون هذه العادة عندما يواجهون أحداثًا مسببة للضغط مثل ولادة أخ جديد أو الانتقال إلى مدرسة جديدة أو حتى توتر العلاقة بين الوالدين.

 

أضرار صحية ونفسية

 

ورغم بساطة الفعل، يحذر خبراء الجلدية وطب الأطفال من مضاعفاته الصحية. قضم الأظافر المستمر قد يؤدي إلى تمزق الجلد المحيط بالأظافر، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والفطرية، وتشوه شكل الأظافر، بل وحتى مشاكل في الأسنان. كما قد يفاقم الشعور بالخجل أو الانسحاب الاجتماعي عندما يتعرض الطفل للانتقاد أو السخرية.

 

العلاج يبدأ بالفهم والهدوء

 

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة التعامل مع هذه العادة بحساسية وصبر. الخبراء يحذرون من اللوم القاسي أو العقاب، ويدعون إلى حوار هادئ يشرح للطفل أضرار القضم.

 

ومن بين الأساليب العملية:

 

معرفة سبب القلق أو التوتر الذي قد يحفز العادة.

 

توفير بدائل آمنة مثل كرات الضغط أو التلوين لشغل اليدين.

 

استخدام طلاء أظافر ذي طعم مر مصمم خصيصًا لمنع القضم عند الأطفال.

 

تقليم الأظافر بانتظام للحفاظ عليها قصيرة ونظيفة.

 

مكافأة الطفل وتشجيعه عند التقدم في الإقلاع عن هذه العادة.

 

 

وتؤكد التوصيات الطبية أنه في حال استمرار السلوك بشكل شديد أو مصحوب بأعراض قلق مفرط أو سلوكيات مؤذية أخرى، ينبغي طلب استشارة اختصاصي في الصحة النفسية.

 

في النهاية، قضم الأظافر ليس مجرد عادة سيئة عابرة. إنه جرس إنذار صغير قد يكشف عن مشكلات نفسية أو انفعالية أعمق لدى الطفل. التعاطف والفهم والدعم الأسري يظلون الأساس في مساعدة الطفل على التخلص من هذه العادة وبناء الثقة بالنفس.

 

زر الذهاب إلى الأعلى