ألوان

من اليابان إلى هواتف العالم: كيف غزت الإيموجي لغتنا اليومية؟

تريندي نيوز

تحولت الإيموجي من مجرد رسومات رقمية بسيطة إلى لغة عالمية قائمة بذاتها، يستخدمها مليارات الأشخاص يوميًا في الدردشات ووسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. لكن كيف بدأت هذه الظاهرة؟ وكيف أصبحت وسيلة تعبيرية عابرة للثقافات؟

 

يعود أصل الإيموجي إلى اليابان أواخر تسعينيات القرن الماضي. في عام 1999 صمم المهندس الياباني شيغيتاكا كوريتا أول مجموعة من الإيموجي لصالح شركة الاتصالات العملاقة NTT DoCoMo، بهدف تيسير التواصل النصي في الرسائل القصيرة التي كانت محدودة الحروف آنذاك. ضمت المجموعة الأولية 176 رمزًا مصممًا بدقة متناهية بحجم 12×12 بكسل، شملت وجوهًا معبرة وأيقونات طقس وأشياء يومية.

 

في البداية، ظلت الإيموجي حكرًا على السوق اليابانية، لكن مع ازدهار الهواتف الذكية وانتشار الإنترنت، جذبت انتباه الشركات العالمية. في عام 2010، أُدرجت الإيموجي ضمن معيار Unicode، وهي خطوة حاسمة ضمنت توحيد شكلها وتوافقها عبر أنظمة التشغيل المختلفة.

 

كانت آبل من أوائل الشركات التي تبنّت هذه الرموز عالميًا حين أضافت لوحة مفاتيح الإيموجي رسميًا إلى نظام iOS عام 2011، مما فتح الباب أمام انتشارها عالميًا. سرعان ما لحقت بها غوغل ونظام أندرويد، وكذلك تويتر وفيسبوك. أصبحت الإيموجي جزءًا لا يتجزأ من محادثات المستخدمين، تضفي طابعًا شخصيًا ومشاعر واضحة على النصوص المكتوبة.

 

واليوم، تضم مكتبة الإيموجي الرسمية أكثر من 3600 رمز معتمد ضمن Unicode، وتشهد تحديثات سنوية تضيف مزيدًا من التنوع الثقافي واللغوي. في سبتمبر 2023، أعلنت Unicode Consortium عن إصدار Emoji 15.1، الذي أضاف رموزًا جديدة مثل الفينكس، الفليمينغو الوردي، ورموزًا محايدة جندريًا، في خطوة لدعم الشمولية والتمثيل الأوسع.

 

وبينما يراها البعض أداة للتسلية، يعتبرها اللغويون مثالًا حديثًا على تطور اللغة البشرية وقدرتها على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية. شركات كبرى مثل أبل وغوغل ومايكروسوفت تتنافس اليوم على تقديم تصميمات إيموجي أكثر وضوحًا وجمالًا وجاذبية.

 

الإيموجي لم تعد مجرد رموز رقمية، بل أصبحت لغة عصرية تعبر عن المشاعر والأفكار بطريقة سهلة وفورية، وتؤكد أن التواصل الإنساني لا يعرف حدودًا.

 

مع استمرار التطوير وتزايد التحديثات الدورية، يبدو أن الإيموجي ستظل جزءًا أساسيًا من طرق التعبير الرقمي في المستقبل، تؤرخ لمشاعرنا وثقافاتنا وتغيرات مجتمعنا.

زر الذهاب إلى الأعلى