الخضيري يكشف عن مصادر فيتامين B12 ويحذر: نقصه قد يسبب أضرار عصبية ونفسية
كشف الدكتور فهد الخضيري، المختص في أبحاث المسرطنات، عن أهمية فيتامين B12 ودوره الحيوي في صحة الإنسان، محذرًا من أعراض ومضاعفات نقصه، مؤكداً أن النظام الغذائي المتوازن هو السبيل الأمثل للحصول على هذا الفيتامين الضروري، مشيرًا إلى تنوع مصادره بين الحيوانية والنباتية.
وأوضح الدكتور الخضيري في مقطع فيديو نشره عبر حسابه في منصة "إكس" أن أبرز الأطعمة الغنية بفيتامين B12 تشمل اللحوم الحمراء مثل لحم البقر والكبد ولحم الضأن، إضافة إلى الأسماك كالسالمون والتونة والسردين والمحار. كما تضمّ قائمة المصادر الغذائية منتجات الألبان كاللبن والزبادي والأجبان، إلى جانب البيض الكامل وخاصة الصفار. ولم يغفل الإشارة إلى بعض الأطعمة النباتية المدعمة مثل الفول، العدس، حبوب الإفطار، والخميرة الغذائية التي تُستخدم كمكمل غذائي في بعض الأنظمة الغذائية.
وحذّر الخضيري من أن نقص فيتامين B12 قد يؤدي إلى سلسلة من المشكلات الصحية، تبدأ بفقر الدم المعروف بالأنيميا، وتمتد إلى تنميل في الأطراف، وتلف في الأعصاب الطرفية، واضطرابات في المزاج مثل القلق والاكتئاب. كما يمكن أن يصاحب النقص إمساك، وتشتت ذهني، وتوتر عصبي مستمر قد يتطور إلى نوبات هلع وزيادة في ضربات القلب، بالإضافة إلى تهيج القولون واضطرابات النوم وبرودة الأطراف.
وتدعم هذه التحذيرات دراسات علمية حديثة، إذ أكدت صحيفة "تايمز أوف إنديا" أن فيتامين B12 يُعدّ ضروريًا لإنتاج خلايا الدم الحمراء، والحفاظ على وظائف الأعصاب، والمساهمة في تركيب الحمض النووي (DNA). وذكرت أن نقصه قد يؤدي إلى تعب مزمن، شحوب البشرة، تنميل، تقرحات الفم، اضطرابات في الذاكرة، وتقلبات في المزاج.
من جهتها، أوضحت مؤسسة "كليفلاند كلينيك" الأميركية أن علاج نقص هذا الفيتامين يتم إما عن طريق مكملات فموية أو من خلال الحقن، مشيرة إلى أن بعض الحالات تتطلب علاجًا طويل الأمد، خاصة عند وجود مشاكل في امتصاص الفيتامين. كما شددت على أهمية الكشف المبكر، لتفادي مضاعفات قد تصل إلى تلف دائم في الأعصاب أو الحبل الشوكي.
ووفقًا لمواقع طبية موثوقة مثل "ويب إم دي" و"لايف ساينس"، فإن الأعراض العصبية الناتجة عن نقص B12 قد تشمل ضعفًا في الحركة، فقدان التوازن، ألمًا في اللسان، تشوشًا في الرؤية، واكتئابًا حادًّا، فضلًا عن اضطرابات معرفية مثل فقدان الذاكرة. وفي حالات النقص الحاد، يمكن أن يحدث ما يُعرف بـ"التنكّس المشترك تحت الحاد" في الحبل الشوكي، وهو خلل عصبي خطير قد يؤدي إلى شلل جزئي إذا لم يُعالج مبكرًا.
وفي دراسة نُشرت على موقع "نيويورك بوست"، أشار باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى أن حتى المستويات "الطبيعية" من B12 لدى كبار السن قد لا تكون كافية للحفاظ على وظائف الدماغ، وربطت الدراسة بين انخفاض هذه المستويات وبطء في المعالجة البصرية والمعرفية، إلى جانب زيادة في آفات المادة البيضاء في الدماغ، مما قد يرفع خطر الإصابة بالخرف أو السكتات الدماغية.
أما من ناحية الوقاية، فإن توصيات جهات صحية مثل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (NHS) و"كليفلاند كلينيك" تؤكد على أهمية فحص الدم بشكل دوري لتحديد مستويات الفيتامين، ثم تلقي العلاج المناسب سواء عبر المكملات أو الحقن، كما تؤكد على ضرورة معرفة السبب الأساسي للنقص، إذ أن بعض الحالات، مثل فقر الدم الخبيث أو اضطرابات الامتصاص، قد تتطلب علاجًا مستمرًا مدى الحياة.