أول خطوة نحو النور: ماذا يفعل الحجاج فور وصولهم إلى مكة؟
في لحظة تختلط فيها المشاعر بين الترقب والرهبة والفرح، تبدأ رحلة روحية فريدة لكل حاج يصل إلى أطهر بقاع الأرض: مكة المكرمة. ومع وصول أفواج الحجاج من مختلف بقاع العالم، تبرز تساؤلات حول أولى الخطوات التي يجب أن يقوم بها الحاج عند دخوله مكة.
الوجهة الأولى: المسجد الحرام والطواف حول الكعبة
فور وصول الحاج إلى مكة، يتهيأ لأداء أول أركان الحج أو العمرة، وهو الدخول إلى المسجد الحرام والقيام بـ طواف القدوم. في هذا الطواف، يدور الحاج حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، يبدأ كل شوط منها من الحجر الأسود، الذي يرمز إلى بداية الرحلة الإيمانية في بيت الله الحرام.
الطواف لا يكتمل إلا بشروط، منها الطهارة والنية، فيما يتحرى الحاج أن يكون الكعبة على يساره في كل شوط، مختتماً الأشواط السبعة بالدعاء والسكينة.
بين الصفا والمروة: رمزية السعي والبحث عن الرحمة
بعد الانتهاء من الطواف، يتجه الحاج إلى السعي بين الصفا والمروة، وهو أحد الشعائر التي تحاكي قصة السيدة هاجر في بحثها عن الماء لابنها إسماعيل. يقوم الحاج بالسعي سبعة أشواط تبدأ من الصفا وتنتهي بالمروة، مرددًا الأدعية ومتأملًا في معاني الإيمان والاعتماد على الله.
يُعد السعي واجبًا لمن يؤدي عمرة التمتع، وركنًا من أركان الحج لمن اختار القِران أو الإفراد.
التحلل من الإحرام: حلق أو تقتقصيرقصير
بالنسبة لحجاج التمتع، يكون التحلل من الإحرام هو نهاية مناسك العمرة، حيث يقوم الحاج بحلق شعره أو تقصيره كعلامة على الانتهاء من النسك الأول. هذا الفعل يرمز إلى الطهارة والتجرد من الدنيا، استعدادًا للركن الأعظم: الوقوف بعرفة.
أما القارن والمفرد، فيظلان على إحرامهما حتى يوم النحر، حيث تُستكمل بقية مناسك الحج تباعًا.
مغزى روحي ومشهد إنساني فريد
في كل زاوية من الحرم، تشهد الأرض قصصًا مختلفة لأناس جاؤوا من مشارق الأرض ومغاربها يحملون دعوات، آمال، ودموعًا. ويظل المشهد الإيماني عند أول وصول إلى مكة من أكثر اللحظات تأثيرًا في ذاكرة الحاج، حيث تلامس الروح النور الإلهي لأول مرة.