رقبة الهاتف": كيف تسرق شاشاتنا صحتنا دون أن نشعر؟
في ظل القفزات التكنولوجية المتسارعة، أصبح الهاتف الذكي امتدادًا يوميًا لأيدينا، لكن هذا الارتباط الوثيق لم يأتِ دون ثمن. آلام الرقبة التي يعاني منها الملايين اليوم باتت تعرف طبيًا بـ"متلازمة رقبة الهاتف" أو "Text Neck"، وهي نتيجة مباشرة لاستخدام الهواتف المحمولة بوضعيات خاطئة ولفترات طويلة.
تفاصيل الظاهرة:
تشير دراسات طبية حديثة إلى أن الانحناء المستمر للرأس أثناء تصفح الهاتف قد يضاعف الضغط على فقرات الرقبة، حيث يتزايد الحمل تدريجيًا مع كل درجة انحناء. على سبيل المثال، عند انحناء الرأس بزاوية 45 درجة، يصل الضغط إلى ما يعادل 22 كيلوغرامًا، وهو ما يعادل حمل طفل صغير على الرقبة لساعات.
أعراض متزايدة لا يُستهان بها:
لا تقتصر آثار "رقبة الهاتف" على آلام الرقبة فحسب، بل تمتد إلى:
التصلب العضلي في الكتفين وأعلى الظهر.
صداع متكرر بسبب شد العضلات.
ضعف التركيز والتعب المزمن نتيجة الوضعيات غير الصحية.
نصائح طبية للوقاية:
الخبراء يؤكدون أن الوقاية تبدأ بالوعي، ومن أهم التوصيات:
1. رفع الهاتف لمستوى العين لتقليل انحناء الرأس.
2. أخذ استراحات منتظمة من الشاشة كل 20 إلى 30 دقيقة.
3. أداء تمارين التمدد للرقبة والكتفين يوميًا.
4. الجلوس بوضعية معتدلة مع دعم أسفل الظهر.
بينما نركض خلف التكنولوجيا، لا ينبغي أن نتجاهل رسائل أجسامنا. فصحة الرقبة ليست تفصيلاً صغيرًا، بل أساس في جودة حياتنا اليومية. ولأن الوقاية دائمًا خير من العلاج، فلنبدأ بتصحيح عاداتنا الرقمية من اليوم.