خبير عسكري: المعارضة أمام معركة طويلة والأسد فقد دعم حلفائه.. فراغ استراتيجي يتيح للمعارضة تحقيق مكاسب غير مسبوقة
شهدت سوريا تطورات ميدانية دراماتيكية، حيث تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على مناطق حيوية في شمال غرب البلاد خلال 48 ساعة، من أبرزها وسط حلب وأجزاء واسعة من ريف إدلب، مثل معرة النعمان ومطار أبو الظهور العسكري. ووصفت هذه التحركات بأنها الأكبر منذ خمس سنوات، وجاءت ضمن معركة أطلقتها المعارضة تحت عنوان "ردع العدوان".
الخبير العسكري العميد إلياس حنا ربط هذا التقدم المفاجئ بفراغ استراتيجي في سوريا. وأوضح أن انسحاب القوات الروسية، وانشغال حزب الله بلبنان، إضافة إلى تراجع دعم فاغنر، أتاح للمعارضة استغلال هذا الوضع عبر حرب خاطفة.
وأشار حنا إلى أن دعم روسيا الحالي للنظام السوري، رغم أهميته، لم يعد حاسمًا كما في السابق. إذ يقتصر الآن على الضربات الجوية التي لا تكفي لحسم المعارك، ما يعكس حالة مشابهة للصراع الأخير في غزة ولبنان، بحسب ما نقلت عنه فضائية الجزيرة.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع السورية أنها استعادت بعض المناطق التي خسرتها، مشيرة إلى تكبيد الفصائل المعارضة خسائر فادحة، فيما يُتوقع أن تستمر المعارك لفترة طويلة في ظل توازن القوى الجديد.
ورغم استبعاد احتمال المواجهة المباشرة بين المعارضة والقوات الكردية، يظل المشهد مفتوحًا على مزيد من التصعيد، خاصة في ظل وجود القوات الأميركية شرق الفرات. هذا التغيير الميداني قد يفرض تداعيات كبيرة على المعادلة الإقليمية ومواقف الأطراف الدولية المتورطة في الأزمة السورية.
المواجهات الميدانية:
ميدانياً، استهدفت فصائل المعارضة مواقع للنظام السوري قرب دارة عزة وقبتان الجبل في ريف حلب الغربي، وسط قصف متبادل عنيف. تمكنت المعارضة من تثبيت مواقعها في بعض النقاط الحيوية بعد انسحاب جزئي لقوات النظام.
أشارت تقارير إلى تراجع النظام السوري في مناطق عدة، منها محاور في ريف حلب الشمالي، حيث تسعى المعارضة للسيطرة على الطرق المؤدية إلى المدينة لتعزيز نفوذها وتأمين خطوط إمدادها.
وفقاً لمصادر محلية، تعرضت مناطق تابعة لسيطرة المعارضة في ريف إدلب لقصف مدفعي مكثف، مما يشير إلى محاولات النظام لاستعادة زمام المبادرة. في الوقت نفسه، عززت الفصائل المسلحة مواقعها تحسباً لهجمات مضادة.
وتعتبر هذه التحركات الميدانية جزءاً من عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة، حيث تزامنت مع انسحاب ملحوظ للقوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله باتجاه جبهات أخرى، ما خلق فراغاً عسكرياً في مناطق شمال سوريا.