أخبار

الهوية البصرية الجديدة لسوريا تشعل تفاعلا واسعا ومشاهد إنسانية من زوجة الرئيس الشرع

تريندي نيوز

في خطوة وصفت بأنها تحمل رسائل سياسية وثقافية في آن، شهدت العاصمة السورية دمشق يوم الخميس حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للدولة السورية، بحضور الرئيس في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وزوجته لطيفة الدروبي، التي لفتت الأنظار بحضورها وردة فعلها المؤثرة، ما أثار موجة واسعة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

خلال الحفل الرسمي في قصر الشعب بدمشق، رصدت عدسات الكاميرا لحظة مسح زوجة الرئيس عينها وهي واقفة إلى جانبه، في ما فسره البعض تأثرًا واضحًا بأجواء الخطاب والرمزية المحيطة بالحدث. وانتشر المقطع بسرعة بين الناشطين الذين تداولوه على نطاق واسع، منقسمين بين من أشادوا بعفويتها وشبهوا إطلالتها بالمرأة السورية الأصيلة، ومن سلط الضوء على ما اعتبروه جانبًا إنسانيًا في المشهد السياسي الجديد.

 

الحدث الرسمي جاء للإعلان عن تبني "هوية بصرية جديدة" لسوريا في مرحلة ما بعد الحرب، في محاولة لإبراز صورة موحدة للدولة بمفهوم حديث. وقدم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تعريفًا مفصلًا للهوية الجديدة، معتبرًا إياها رمزًا لسوريا الواحدة الموحدة، الرافضة لأي شكل من أشكال التقسيم، والمعبرة عن التنوع الثقافي والعرقي الذي يميز البلاد.

 

في كلمته خلال الحفل، شدد الشرع على أن هذه الهوية ليست مجرد شعار شكلي، بل إعلان لمرحلة جديدة تنهي منظومة القهر والاستبداد، وتؤكد على بناء الإنسان السوري. وأشار إلى أن تصميم الهوية استلهم "العقاب الذهبي السوري" كشعار محوري، واصفًا إياه بأنه طائر جارح يجسد القوة والعزم والابتكار، في تشبيه رمزي لسوريا الجديدة التي تنشد الأمانة والبراعة والمرونة.

 

وقال الشرع مخاطبًا السوريين: "احتفال اليوم ليس مجرد إطلاق لشعار بصري، بل هو إعلان عن هوية سوريا وأبنائها في مرحلتهم التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من العقاب الذهبي الذي يرمز إلى القوة، البصر الحاد، الإتقان، وحماية الأهل والأبناء. نريده رمزًا لعهد من الصدق والنقاء، مثل المعدن الذي لا يصدأ".

 

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فقد جرى تحديث شعار "العقاب الذهبي" ليكتسب طابعًا عصريًا يجمع بين احترام التراث واستشراف المستقبل، بما ينسجم مع رؤية الدولة لاستعادة دورها الإقليمي والدولي في ظل متغيرات السياسة العالمية. التصميم الجديد استحضر الماضي للدلالة على عراقة الدولة السورية، وفي الوقت ذاته حاول استيعاب التغيرات العميقة التي شهدتها البلاد خلال العقد الأخير.

 

الحدث حظي باهتمام واسع في وسائل الإعلام السورية والعربية، وتداول رواد مواقع التواصل تفاصيله بكثافة، خاصة اللقطات الجانبية التي أظهرت لحظات عفوية وإنسانية من زوجة الرئيس الانتقالي، والتي رأى فيها البعض مؤشرًا على أسلوب مختلف في التواصل الرسمي، بينما اعتبرها آخرون محاولة مدروسة لإظهار صورة أكثر ودية وقربًا من الناس.

 

في نهاية الحفل، دعا الرئيس الانتقالي السوريين إلى الالتفاف حول هذه الهوية الجديدة باعتبارها بداية عهد عنوانه الوحدة الوطنية والكرامة، مؤكدا أن بناء دولة حديثة لا يكون بالشعارات فقط، بل بالعمل المتواصل واحترام التنوع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى