هل تتحوّل القواعد الأمريكية بالخليج إلى أهداف؟ تصاعد التهديدات بعد اندلاع حرب إيران وإسرائيل

مع تصاعد التوتر بين إيران و"إسرائيل" عقب اندلاع المواجهات فجر 13 يونيو، عاد الدور الأمريكي في منطقة الخليج إلى الواجهة، وسط تحذيرات من احتمال توسّع دائرة الحرب لتشمل القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصدر عسكري وصفته بـ"المطلع" أن الحرب مرشحة للتوسع في الأيام القادمة لتشمل "جميع الأراضي المحتلة" والقواعد العسكرية الأمريكية، في تهديد مباشر لمصالح واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط.

 القواعد الأمريكية في الخليج.. شراكة أم عبء في زمن التصعيد؟
تحتفظ الولايات المتحدة بشبكة من القواعد العسكرية في دول مجلس التعاون الخليجي، تضم أكثر من 30 ألف جندي، إضافة إلى أسلحة استراتيجية، وأنظمة دفاع متقدمة.

ويُعد هذا الوجود العسكري تجسيدًا للتحالفات الاستراتيجية بين واشنطن والعواصم الخليجية، لكنه في الوقت ذاته بات مصدر قلق في ظل التهديدات الإيرانية الصريحة باستهداف تلك القواعد إذا استخدمت في أي هجوم ضدها.

 الخلفية القانونية والدفاعية للوجود الأمريكي
بموجب اتفاقيات دفاعية ثنائية، تمنح دول الخليج للقوات الأمريكية تسهيلات شاملة تشمل استخدام الأجواء والموانئ وإجراء تدريبات ومناورات مشتركة. كما يحق للولايات المتحدة تخزين الأسلحة والذخائر، واستخدام القواعد لتنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة، كما حدث في حروب أفغانستان والعراق والحرب على الإرهاب.

قطر: الحليف غير العضو في "الناتو"
تتصدر قطر قائمة الدول المستضيفة، حيث تحتضن قاعدة "العديد" الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتضم أكثر من 13 ألف جندي، ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية. كما تستضيف قاعدة "السيلية"، أحد أكبر مستودعات العتاد الأمريكي.

الكويت: العمق اللوجستي والانتشار البري
في الكويت، تتمركز القوات الأمريكية في أربع قواعد رئيسية، أبرزها "عريفجان" و"علي السالم"، وتُقدَّر أعداد الجنود الأمريكيين فيها بنحو 13 ألف جندي، مع دور محوري في عمليات الانسحاب من العراق ومحاربة تنظيم الدولة.

الإمارات: قواعد جوية وبحرية استراتيجية
تحتضن الإمارات ثلاث قواعد أمريكية، أبرزها قاعدة "الظفرة" الجوية، التي توفر دعماً لوجستيًا وتعمل كنقطة انطلاق للطائرات الحربية، إضافة إلى وجود بحري دائم في ميناء "جبل علي" وقاعدة "الفجيرة".

 السعودية: عودة محدودة لكن رمزية
رغم تراجع الوجود الأمريكي في السعودية بعد 2003، إلا أن القوات الأمريكية عادت عام 2020 بشكل محدود إلى قاعدة "الأمير سلطان"، وتعمل بالتنسيق في مجالات الاستطلاع والدفاع الجوي، ويُقدَّر عدد الجنود حالياً بـنحو 2700 جندي.

 البحرين: مقر الأسطول الخامس
البحرين هي موطن قيادة الأسطول الخامس الأمريكي، وتضم ثلاث قواعد رئيسية، أهمها قاعدة "الجفير" البحرية، وقاعدة "الشيخ عيسى" الجوية، وتستضيف قرابة 9000 جندي أمريكي.

 سلطنة عمان: بوابة المحيط ومرونة الوصول
لدى القوات الأمريكية صلاحية الوصول إلى 24 مرفقاً عسكرياً في عُمان، من أبرزها قاعدة "مصيرة" و"ثمريت"، وتؤمن هذه القواعد منفذاً استراتيجياً بعيداً عن مضيق هرمز في حالات الطوارئ.

في ظل تهديدات إيرانية متصاعدة واحتمالات انزلاق المواجهة إلى صراع إقليمي واسع، تتحول القواعد الأمريكية في الخليج من أدوات ردع إلى أهداف محتملة، مما يضع واشنطن وحلفاءها أمام اختبار دقيق بين حفظ الاستقرار والردع الفعّال.