أخبار

بعد عقود من احتكار مصر للمنصب.. تدوير رئاسة الجامعة العربية يفتح جدلًا بين القاهرة والخليج

تصاعدت خلال الأيام الماضية موجة من التكهنات السياسية والإعلامية بشأن مستقبل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وموقع مقرها الدائم في القاهرة، بعد تداول معلومات غير رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى احتمال تدوير المنصب ومنحه لإحدى دول الخليج العربي.

الجدل بدأ عندما نشر النائب والإعلامي المصري مصطفى بكري على صفحته في "فيسبوك" أن "مسؤولًا مصريًا كبيرًا مرشح لتولي منصب الأمين العام للجامعة خلفًا لأحمد أبو الغيط"، مشيرًا إلى تغييرات وشيكة في المناصب العليا داخل مصر.

التصريحات فتحت الباب أمام نقاش واسع، خصوصًا بعد تفاعل علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، مع الموضوع، حيث قال في تغريدة له: "كلام كثير هذه الأيام عن دور الجامعة ومقرها ومنصب الأمين العام ورواتبها.."، مؤكدًا أن تدوير المنصب لا يتعارض مع ميثاق الجامعة، الذي لم ينص صراحة على أن الأمين العام يجب أن يكون مصريًا، بل إن الأمر جرى "عرفًا" منذ تأسيسها عام 1945.

مبارك أضاف أن "التركيز يجب أن يكون على تقييم أداء الجامعة بدلاً من التشبث بالأسماء أو المقر"، متسائلًا عن فاعلية الجامعة في التعامل مع التحديات الإقليمية الراهنة.

من جهته، كتب الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله عبر منصة "إكس" : "حان الوقت لتدوير المنصب، والأفضل أن ينتقل إلى الخليج العربي، مركز الثقل العربي الجديد"، مشيرًا إلى كفاءة الدبلوماسيين الخليجيين في إدارة منظمات دولية كبرى. وقد اقترح البعض ترشيح أسماء خليجية من بينها وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، رغم غياب أي موقف رسمي سعودي معلن حتى الآن.

في المقابل، أكد الإعلامي المصري أحمد موسى أن الحديث عن تغيير المقر أو تدوير المنصب لا يستند إلى حقائق، موضحًا أن منصب الأمين العام سيتم التوافق عليه بين الدول الأعضاء في مارس 2026، على أن يُصدّق القرار خلال القمة العربية في مايو من نفس العام، عقب انتهاء الولاية الثانية لأحمد أبو الغيط.

كما نفى موسى وجود أي نية لنقل مقر الجامعة من القاهرة، مشيرًا إلى أن الميثاق ينص على أن القاهرة هي المقر الدائم، مع إمكانية عقد الاجتماعات في دول أخرى، لكنه شدد على أن تعديل الميثاق أو نقل المقر يتطلب إجراءات قانونية معقدة تشمل موافقة برلمانات الدول الأعضاء.

ويُذكر أن المادة العاشرة من ميثاق جامعة الدول العربية تنص على أن "القاهرة هي المقر الدائم"، إلا أن المجلس يمكن أن يعقد اجتماعاته في أماكن أخرى باتفاق مسبق. ولم تُطرح رسميًا أي مطالبات لنقل المقر منذ عودة الجامعة من تونس إلى القاهرة عام 1989.

المصدر: مصادر مفتوحة
زر الذهاب إلى الأعلى