أخبار

من وراء الخلاف الحاد بين ترامب وإيلون ماسك؟

كشفت تقارير إعلامية أمريكية تفاصيل مثيرة وراء الخلاف الحاد الذي اندلع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير التقني إيلون ماسك، في واقعة صادمة تسبب فيها شخص واحد وملف واحد فقط.

بدأت القصة في لحظات ما قبل دخول ماسك إلى المكتب البيضاوي لحضور حفل وداع ترامب، عندما سلّم أحد مساعدي الأخير وثائق تحتوي على معلومات حساسة حول المرشح المقرب من ماسك لتولي رئاسة وكالة ناسا، جاريد إسحاقمان. الوثائق كشفت عن تبرعات سابقة أسماها ترامب بالديمقراطيين.

ورغم الهدوء الظاهر أمام الإعلام، تصاعد التوتر خلف الأبواب المغلقة. فقد تفاجأ ماسك برد فعل مفاجئ حين واجهه ترامب بحدة، وهو يقرأ أسماء السياسيين الذين تبرّع لهم إسحاقمان، مردداً عبارة قاسية نقلتها مصادر بارزة: “الناس لا يتغيرون.” .

وبعد التحقيق في الملف، قرر ترامب سحب ترشيح إسحاقمان رسمياً، مما أثار استياء ماسك، خاصة وأن هذا المنصب كان يرتبط بمصلحة مباشرة لشركة "سبيس إكس" التي يديرها.

في الأيام التالية، خرج ماسك بتصريحات علنية لاذعة – وصفها الكثيرون بالقاسية – داعياً في منشور أن يُعزل ترامب من منصبه وأن يُعيّن نائبه جي دي فانـس خلفاً له، مما اعتُبر إعلاناً نهائياً لانهيار التحالف بين الرجلين.

 

تداعيات عميقة
هذا الصدام أثار قلقاً واسعاً داخل المؤسسات الحكومية؛ فقد كشف مسؤولون في ناسا والبنتاجون عن مخاوف من صعوبة الاعتماد على "سبيس إكس" في مهمات الفضاء الرئيسية، بما في ذلك رحلات محطة الفضاء الدولية، ممّا دفع الجهات الحكومية للبحث عن بدائل فورية مع سيناريوهات قد تصل لتشكيل عزل داخل القطاع الفضائي .

كما أصبح هذا الخلاف يحمل أبعادًا متعددة: شخصية، سياسية، وتجارية. فقد اعتبر ترامب موقف ماسك بمثابة تدخل في السياسات التنفيذية، بينما رأى ماسك أن الأمر تجاوز الاختلافات التقليدية إلى محاربة تأثيره الإعلامي والمالي.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن ما حدث مع جاريد إسحاقمان لم يكن مجرد صفقة سياسية، بل القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين ترامب وماسك، في أعقاب تصاعد الخلافات المتعلقة بالمشاريع الحكومية والتمويل السياسي. وقد تحوّل بأسه هذا الخلاف إلى أزمة متشعبة تهز مفاصل التحالف غير الرسمي بين الحاكم السابق والأيقونة التكنولوجية.

زر الذهاب إلى الأعلى