أخبار

التقرير الكامل: كل ما تود معرفته عن كسوة الكعبة المقدّسة

تصنع كسوة الكعبة سنوياً في مصنع الملك عبدالعزيز في مكة، ويتولّى صناعتها كوادر سعودية متخصصة، في عملية طويلة تمتد إلى 10 أشهر، بتكلفة تقدّر بـ 25 مليون ريال سعودي.

 

وتصنع الكسوة بالكامل من الحرير الطبيعي الفاخر، إذ تُستخدم في تصنيعها نحو 670 كيلوغرامًا من الحرير الخام، مُصبوغ باللون الأسود، طبقًا لما أوردته مصادر رسمية، ويطرز عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية باستخدام 120 كيلوغرامًا من خيوط الذهب و100 كيلوغرام من خيوط الفضة.

 

وينضح عمل الكوادر السعودية من بداية تنقية الحرير وغسله وصبغه، مرورًا بمرحلة التطريز اليدوي المتقن، إلى تجميع الأقسام الخمسة التي تُغطّي جوانب الكعبة والكسوة الباب، وتجميع حزام عرضي (الحزام) محمول على محيطها، والذي يتراوح طوله بين 47 مترًا وعرضه 95 سـم.

 

ومن الطقوس السنوية رفع محيط الكسوة نحو 3 أمتار عن قاعدة الكعبة؛ بهدف منع تقشيرها الناتج عن لمس الحجاج والاهتزازات، ما يتيح الحفاظ عليها ويمنع تلفها نتيجة حمل القطع كتبرّك، بحسب التقاليد المتبعة.

 

وتكمن أهمية الكلفة العالية للكسوة في استخدام المواد الثمينة وطول فترات العمل اليدوي المتقن. وعلى الرغم من التباين في التقديرات، إلا أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن الكلفة السنوية تتراوح من 20 مليون إلى 25 مليون ريال سعودي، وهو ما يعكس جودة التصنيع وأهمية العمل.

 

ومنذ تجربة تأسيس المصنع في مطلع القرن العشرين، وتحديدًا بعد التوجيه الملكي عام 1927، تتولى المملكة مسؤولية تصنيع الكسوة داخل مكة، بمشاركة أكثر من 200 فني وخطًاط سعودي، يلتزمون بأعلى معايير الدقة والحرفية، ما يجعله عملًا فنيًا وروحيًا يقترن بالخشوع والعناية الشاملة.

 

وتعد كسوة الكعبة رمز إسلامي خالد، وصُنعت عبر عشر سنوات من التاريخ العربي وبرعاية الدولة السعودية. فقد أصبحت بِرُمَّتها إلى اليوم وجهة فنية تعبّدية بأداء متقن ومجهود يعلو فوق البشر. إن جمالها لا ينبع فقط من زخارفها الذهبية، بل من روح العطاء والعمل المشترك الذي تستند إليه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى