وداعاً للغش الموسمي.. بيع الأضاحي بالوزن يدخل حيز التنفيذ في السعودية بدءاً من محرم القادم
عززت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية من توازن أسعار الماشية بعد أن بعد قرار بيع الأضاحي والمواشي الحية بالوزن والذي سيبدأ تطبيقه رسمياً في جميع أسواق النفع العام بالمملكة اعتباراً من 01 محرم 1447هـ.
وتمثّل هذه الخطوة تحوّلاً جذريًا عن الطرق التقليدية التي طالما أثارت شكاوى المواطنين بسبب تفاوت الأسعار وعدم وضوح القيمة الفعلية للأضاحي، خصوصًا في ظل استغلال بعض البائعين للطلب الموسمي.
وأكد محمد العبد اللطيف، وكيل الوزارة المساعد للمنشآت والخدمات الزراعية المساندة، أن القرار يُعد من أبرز التنظيمات الحديثة التي تستهدف رفع كفاءة السوق وتحسين تجربة المستهلك، مشيرًا إلى أن آلية البيع الجديدة ستُطبق عبر موازين دقيقة ومعايير موحدة، تضمن توثيق الأوزان وعرضها بشفافية تامة أمام المشترين، بما يعزز من ثقتهم في الأسواق.
وأضاف العبد اللطيف أن حجم استيراد المواشي الحية إلى المملكة يتجاوز سنويًا 4 ملايين رأس، إلى جانب الإنتاج المحلي المتزايد، مما يجعل تطبيق هذا النظام خطوة عملية نحو تعزيز الكفاءة التسويقية للثروة الحيوانية، وتقليل الهدر المالي على المستهلكين.
ووفقًا لرصد أجراه "تريندي نيوز" فقد بلغت أسعار بعض أنواع الأضاحي هذا العام قرابة 2500 ريال، فيما تراوحت أسعار أخرى كـ"الحري" و"السواكني" بين 1700 و2000 ريال، وهو ما أثار استياء المستهلكين الذين طالبوا بآلية تسعير عادلة ومنطقية، تُعالج فوضى الأسعار السنوية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تحفيز الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية، حيث تسعى المملكة إلى تطويره وذلك لجذب رؤوس أموال جديدة تواكب النمو السكاني والطلب على الغذاء. وتُقدّر الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاعات الثروة الحيوانية والسمكية بأكثر من 20 مليار ريال، بحسب بيانات الوزارة.
وتستورد السعودية المواشي الحية من دول عديدة بينها السودان، الصومال، جيبوتي، جنوب أفريقيا، جورجيا، إسبانيا، كولومبيا، البرازيل، وأستراليا، إضافة إلى بعض الدول الخليجية والأردن، بما يضمن تنوع مصادر الإمداد الغذائي واستقرار السوق.
يشار إلى أن عيد الأضحى من المتوقع أن يشهد أول تطبيق فعلي لنظام البيع بالوزن، وسط توقعات بانخفاض الأسعار العشوائية، وتحقيق عدالة أكبر في عملية البيع والشراء، مما يعزز ثقة المستهلك في الأسواق الرسمية ويحد من لجوئه للأسواق العشوائية أو المربين الأفراد.