عقل العقل: "المسكن لن يعود حلماً"… وركود يضرب سوق العقار بعد قرارات ولي العهد
قال الكاتب السعودي عقل العقل إن سوق العقارات في المملكة يشهد حالياً مرحلة ركود وتراجع في الأسعار، وذلك على خلفية القرارات الأخيرة التي اتخذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهدف إعادة التوازن للسوق، وتسهيل تملك المواطنين للمساكن.
وفي مقاله المنشور بصحيفة "عكاظ" تحت عنوان "نزول وركود في العقار بعد القرارات الأخيرة"، شدد العقل على أن المسكن الملائم يُعد من أهم أساسيات استقرار الأسرة في المجتمعات كافة، مشيراً إلى أن الحكومة السعودية قدمت على مدى العقود الماضية نماذج ناجحة، مثل صندوق التنمية العقارية، الذي ساهم في تمكين المواطنين من التملك الميسّر عبر قروض طويلة الأجل.
وأوضح أن تلك المرحلة التنموية انعكست على نمط حياة السكان، حيث انتقل كثيرون من الأحياء الشعبية إلى أحياء حديثة ومتطورة. لكن لاحقًا، وبسبب الظروف الاقتصادية والسياسية، تراجعت برامج الدعم الحكومي، وازدادت قائمة انتظار الدعم العقاري، بالتوازي مع دخول القطاع الخاص إلى سوق العقار وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، خاصة في العاصمة الرياض.
وأضاف العقل أن تدخل ولي العهد مؤخراً ساهم في تحريك السوق نحو التوازن، من خلال رفع الإيقاف عن ملايين الأمتار من الأراضي في شمال الرياض، وتحديد سعر المتر عند حدود 1,500 ريال، مع التركيز على تطوير الأراضي وتقديمها بأسعار مناسبة. كما أشار إلى أن هناك تقارير دورية ترفع عن حالة السوق العقارية، بانتظار تنظيم ملف الإيجارات وضبطها.
ووفقًا للعقل، فإن السوق يشهد حالياً ركوداً عقارياً نتيجة التغيرات الأخيرة، متوقعًا استمرار التراجع المعقول في الأسعار خلال السنوات القادمة، بما يحقق مستهدف رؤية السعودية 2030 في رفع نسبة تملك المواطنين للمساكن إلى 70%.
كما أشار الكاتب إلى أن الرياض تعيش حراكًا تنمويًا واقتصاديًا وثقافيًا كبيرًا، بالتزامن مع استضافة فعاليات عالمية، وافتتاح مقرات لشركات دولية، ما أدى إلى تغيّر في التركيبة السكانية وارتفاع الطلب على العقار، وهو ما تسبب سابقًا في ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه. لكنه أكد أن الحكومة تتجه بجدية لضبط السوق وحماية حقوق جميع الأطراف.