تطور لافت في قدرات الحوثيين.. وخبير يكشف تفاصيل استهداف مطار بن غوريون وتحديات في الدفاع الجوي الإسرائيلي
قال الخبير العسكري والأمني أسامة خالد إن استهداف مطار بن غوريون، الذي أعلنت عنه جماعة الحوثي، يُعد تطورًا غير مسبوق في توقيته ونوعيته، ويعكس تغيرًا في أدوات الصراع بالمنطقة، وأوضح في مقابلة مع موقع "الجزيرة نت" أن العملية جاءت في وقت حساس سياسيًا لإسرائيل، خاصة مع تصاعد التصريحات حول حالة الاستقرار الأمني المفترض.
وأشار خالد إلى أن العملية، وفق المعلومات المتداولة، تمت باستخدام صاروخ باليستي بعيد المدى عالي السرعة، واستهدفت موقعًا حيويًا في محيط مطار بن غوريون. وبيّن أن هذا النوع من العمليات يندرج ضمن "مناورة نارية استراتيجية"، تهدف إلى إرسال رسائل متعددة الأطراف.
من جهتها، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، مؤكدة أن الهدف من العملية كان تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، والدعوة لرفع الحصار.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الصاروخ اخترق أنظمة الدفاع الجوي وسقط في نطاق المطار، دون تحديد رسمي لحجم الأضرار.

أنظمة الدفاع وأثر الهجوم
وفي السياق نفسه، أوضح الخبير أن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ومنظومات أخرى، لم تتمكن من رصد الصاروخ أو اعتراضه، وهو ما يثير تساؤلات حول جاهزية هذه الأنظمة أمام تقنيات جديدة في ميدان الصواريخ.
وأضاف أن غياب الإنذار المبكر ساهم في تضخيم أثر الهجوم من الناحية المعنوية، خصوصًا أن العملية تأتي ضمن سياق إقليمي معقد ومتداخل.
تداعيات محتملة
وبحسب التحليل الأمني، فقد تترتب على هذا الهجوم عدة نتائج، من بينها:
- التأثير على ثقة الجمهور الإسرائيلي بفاعلية الأنظمة الدفاعية.
- إمكانية اتخاذ إسرائيل خطوات تصعيدية تجاه مطلقي الصواريخ أو الجهات التي يُعتقد أنها داعمة لهم.
- تصاعد الخطاب السياسي والإعلامي في المنطقة كرد فعل على الحدث.
- احتمال أن تشهد المنطقة مزيدًا من التوترات في ضوء هذه التطورات.
موقف إيران والتوتر الإقليمي
وفي ما يخص الأطراف الإقليمية، أشار الخبير إلى احتمال أن يُستخدم الهجوم كورقة ضغط سياسية ضد إيران، خاصة في ظل الحديث عن دعمها التقني لبعض الأطراف في المنطقة. كما لم يستبعد تصعيدًا في المواجهة الدبلوماسية أو حتى الأمنية.
وختم خالد بأن المشهد لا يزال مفتوحًا على عدة سيناريوهات، خاصة في ظل استمرار التوترات في أكثر من ساحة إقليمية.
مطار بن غوريون
ويقع مطار بن غوريون بالقرب من مدينة تل أبيب في إسرائيل، ويُعد أحد أهم المطارات في البلاد، وهو مطار مدني يُستخدم بشكل أساسي للرحلات الجوية التجارية، كما يمكن أن يُستخدم في بعض الحالات الطارئة لأغراض إضافية، لكنه لا يُصنّف كمطار عسكري رئيسي.
ويخدم المطار ملايين المسافرين سنويًا، ويستقبل عددًا كبيرًا من الرحلات الدولية والداخلية، مما يجعله محورًا مهمًا لحركة الطيران في المنطقة.
يذكر أن المطار شهد مؤخرًا نقاشات تتعلق بإجراءات السلامة، في ضوء بعض الأحداث التي نُسبت إلى توترات إقليمية. ورغم ذلك، لا يزال المطار يعمل بشكل طبيعي، مع تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان حماية الركاب والعاملين والم