غارة إسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق تُشعل التوتر... والرئاسة السورية تندد بـ"تصعيد خطير"
نددت رئاسة الجمهورية العربية السورية بشدة، يوم الجمعة، بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت موقعًا بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، ووصفتها بأنها "تصعيد خطير" ضد سيادة الدولة ومؤسساتها، ومحاولة لزعزعة استقرار البلاد في وقت حساس يشهد جهودًا حكومية لاحتواء توترات داخلية.
وفي بيان رسمي نقلته وكالة "سانا"، اعتبرت الرئاسة أن هذا الهجوم يُمثل "استمرارًا للحركات المتهورة التي تسعى لتأجيج الأزمات الأمنية واستهداف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري"، مؤكدة أن سوريا ستواجه هذه الانتهاكات بكل الوسائل المتاحة.
محاولات لاحتواء التوتر في ضواحي دمشق
وتزامن التصعيد الإسرائيلي مع هدوء نسبي بدأ يعود إلى بعض ضواحي دمشق ذات الغالبية الدرزية مثل أشرفية صحنايا وجرمانا، التي شهدت توترًا أمنيًا خلال اليومين الماضيين. ويأتي ذلك في أعقاب اتفاقات محلية بين الحكومة السورية ووجهاء هذه المناطق، ما ساهم في إعادة الاستقرار وتوسيع انتشار الأجهزة الأمنية في المواقع الحساسة.
وأكد الشيخ ليث البلعوس، قائد إحدى الفصائل المحلية في السويداء، أن الأوضاع في المناطق المتوترة بدأت تستقر، وأن الأمن العام أعطى تعليمات صارمة بعدم اقتحام أي منزل دون أوامر رسمية، مشيرًا إلى أن "الوضع تحت السيطرة والأمور تسير نحو التهدئة".
اتفاقات أمنية لضبط السلاح وتعزيز الدولة
بموازاة ذلك، أعلنت الجهات الأمنية في ريف دمشق التوصل إلى اتفاق مع وجهاء مدينة جرمانا ينص على تسليم السلاح الثقيل وفردي غير المرخّص، وتوسيع وجود الدولة في مداخل ومخارج المدينة. وأكدت الجهات الرسمية أن الهدف من هذه الخطوة هو "ضبط الأمن وحصر السلاح بيد الدولة".
وفي محافظة السويداء، كشفت مصادر محلية عن خطط لتعزيز انتشار الأمن العام في ريف المحافظة وتفعيل مراكز جديدة، مع بدء انضمام أكثر من 700 عنصر من أبناء المنطقة إلى صفوف قوات الأمن العام، وتقديم 1500 طلب انضمام إضافي، مما يشير إلى تحرك فعلي لتوحيد الجهود الأمنية تحت مظلة الدولة.
ضربة جديدة تثير القلق الإقليمي
تأتي هذه التطورات فيما تزايدت التوترات الإقليمية بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف دمشق، والذي بررته تل أبيب بأنه رسالة واضحة للنظام السوري لمنع أي تهديد محتمل ضد الدروز جنوب البلاد. وفي السياق ذاته، أفادت تقارير عن سقوط قتلى جراء هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت مزرعة غرب السويداء، ما يزيد من المخاوف من تصاعد محتمل للأوضاع الأمنية.
وأكدت الرئاسة السورية في ختام بيانها أن "سوريا لن تساوم على سيادتها أو وحدة أراضيها"، داعية المجتمع الدولي والدول العربية إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح" تجاه هذه الاعتداءات المتكررة، ودعم جهود الدولة في تحقيق الاستقرار.