"غزو الفئران يجتاح المدن لسبب غريب.. كارثة صحية تلوح في الأفق!
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" أن التغير المناخي يساهم بشكل ملحوظ في زيادة أعداد الفئران في المدن الكبرى حول العالم. قاد الدراسة البروفيسور جوناثان ريتشاردسون، أستاذ علم الأحياء في جامعة ريتشموند الأمريكية، حيث شملت 13 مدينة أمريكية بالإضافة إلى تورنتو في كندا، وطوكيو في اليابان، وأمستردام في هولندا. اعتمدت الدراسة على بيانات جُمعت على مدار 12 عامًا في المتوسط.
تأثير التغير المناخي على تكاثر الفئران
أشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يُعد العامل الأبرز في زيادة أعداد الفئران، إلى جانب عوامل أخرى مثل الكثافة السكانية المرتفعة وتراجع المساحات الخضراء. وأوضح ريتشاردسون أن الفئران، باعتبارها ثدييات صغيرة، يقل نشاطها في الأجواء الباردة، بينما يمنحها الطقس الدافئ وقتًا أطول للبحث عن الطعام والتكاثر على مدار العام. وأضاف أن فصول الشتاء الأكثر دفئًا توفر بيئة مثالية لزيادة نشاط الفئران وانتشارها.
تداعيات انتشار الفئران على المدن
تُشكل الزيادة المطردة في أعداد الفئران تهديدًا للبنى التحتية في المدن، حيث تتسبب في إتلاف الممتلكات من خلال قضم الأسلاك الكهربائية، مما قد يؤدي إلى حرائق، وتلوث المواد الغذائية، مما يزيد من مخاطر انتقال الأمراض إلى البشر. وفقًا لتقرير شبكة "سي إن إن"، تُقدر الأضرار الناجمة عن الفئران في الولايات المتحدة وحدها بنحو 27 مليار دولار سنويًا.
المخاطر الصحية المرتبطة بالفئران
تُعتبر الفئران ناقلًا لأكثر من 50 نوعًا من مسببات الأمراض التي تصيب الإنسان، والتي يمكن أن تنتقل من خلال البول والبراز واللعاب. من بين هذه الأمراض داء البريميات، المعروف أيضًا باسم "مرض ويل"، والذي قد يؤدي إلى تلف الكلى والكبد، وقد يكون قاتلًا إذا لم يُعالج بالشكل الصحيح. يُحذر الخبراء من أن زيادة أعداد الفئران نتيجة التغير المناخي قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الأمراض.
استراتيجيات مكافحة انتشار الفئران
لمواجهة هذا التحدي المتصاعد، يُوصي الخبراء بتبني استراتيجيات شاملة تشمل تحسين إدارة النفايات، وتعزيز الوعي المجتمعي حول طرق الوقاية، وتطوير خطط لمكافحة الآفات تأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية وتأثيرها على سلوك وتكاثر الفئران.