دراسة جديدة تكشف عن تأثيرات الإرشادات الغذائية على استهلاك البيض على مدى 48 عامًا
تأثير الإرشادات الغذائية على استهلاك البيض: تحليل طويل الأمد وتغيرات سلوكية عبر الأجيال
نشرت دراسة حديثة في مجلة Nutrients من قبل باحثين من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، حيث تم فحص الاتجاهات طويلة المدى ونماذج استهلاك البيض خلال 48 عامًا، بالإضافة إلى العوامل المحددة التي تؤثر على استهلاكه.
خلفية الدراسة
شهدت معدلات الكوليسترول ارتفاعًا كبيرًا على مر السنين، ففي الفترة بين 1972 و1974، أفاد 13.3% من المشاركين بارتفاع الكوليسترول لديهم، ولكن بحلول عام 2021، قفز هذا الرقم إلى 74.7%، ما يعكس التغييرات في معايير التشخيص وزيادة استخدام الأدوية المخفضة للكوليسترول.
البيض هو طعام أساسي غني بالبروتين عالي الجودة، والفيتامينات الأساسية، والعناصر المغذية مثل الكولين واللوتين، التي تعود بفوائد على صحة الدماغ والعينين. رغم فوائده الغذائية، كان استهلاك البيض مثار جدل بسبب المخاوف المتعلقة بالكوليسترول الغذائي واحتمالية ارتباطه بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تاريخيًا، كانت الإرشادات الغذائية تقتصر على تناول كوليسترول أقل من 300 ملغ يوميًا، مما أدى إلى تقليص استهلاك البيض بشكل كبير. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن للكوليسترول الغذائي تأثيرًا ضئيلًا على كوليسترول الدم لدى معظم الأفراد، مما أدى إلى إزالة قيود الكوليسترول في الإرشادات الغذائية الأمريكية في عام 2015. على الرغم من ذلك، لا تزال التصورات القديمة تؤثر على اختيارات الطعام، مما يحد من استهلاك البيض رغم فوائده الصحية المثبتة. هناك حاجة إلى المزيد من البحث لفهم كيف لا تزال الإرشادات القديمة تؤثر على سلوكيات التغذية وكيفية تصحيح ذلك.
حول الدراسة
تم جمع بيانات هذه الدراسة من المشاركين في دراسة رانشو بيرناردو، وهي دراسة طولية لعرض عوامل خطر أمراض القلب. ضمت العينة الأولية 6,326 شخصًا من الرجال والنساء الذين تم تسجيلهم بين عامي 1972 و1974، والذين قاموا بالإبلاغ عن استهلاكهم الأسبوعي للبيض عبر استبيانات ذاتية. تم إجراء تقييمات متابعة خلال الزيارات السريرية في الفترة بين 1988-1991 (عدد المشاركين 1,627)، 1992-1996 (عدد المشاركين 1,385)، واستبيان بريدي في عام 2021 (عدد المشاركين 710)، حيث تم أيضًا تقييم الحواجز المدركة التي تؤثر على استهلاك البيض.
تم استخدام استبيان Willett Food Frequency Questionnaire في التقييمات اللاحقة، بينما تم استخدام سؤال مفتوح في استبيان 1972-1974 لقياس استهلاك البيض. وقد تم مواءمة البيانات بين الأسلوبين لضمان التناسق في تقدير استهلاك البيض.
نتائج الدراسة
أظهرت الدراسة أن الرجال استهلكوا البيض بشكل أكبر من النساء في جميع مراحل الدراسة. على سبيل المثال، بين عامي 1972 و1974، كان الرجال يستهلكون بمعدل 4.1 بيضة أسبوعيًا مقارنة بـ 3.2 بيضة للنساء. استمر هذا الاتجاه طوال فترة الدراسة، مع ملاحظة فروق ذات دلالة إحصائية.
على مدار الـ 48 عامًا، تذبذب استهلاك البيض استجابة للتوجيهات الغذائية المتغيرة. في الفترة من 1972 إلى 1974، كان المشاركون يستهلكون في المتوسط 3.6 بيضة أسبوعيًا، لكن هذا الرقم انخفض إلى 1.8 بيضة أسبوعيًا بين 1988-1991، مع اعتماد التوصيات الغذائية التي تحد من الكوليسترول. ومع ذلك، بدأ استهلاك البيض في الزيادة إلى 3.4 بيضة أسبوعيًا في عام 2021، ليقترب من المعدلات الأساسية.
تحليل البيانات
أظهرت التحليلات أنه في الفترة من 1972 إلى 1974، كان الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول والذين يتناولون أدوية مخفضة للكوليسترول يستهلكون عددًا أقل من البيض أسبوعيًا بشكل ملحوظ. ولكن بحلول عام 2021، اختفت هذه العلاقات، مما يدل على زيادة الوعي بالإرشادات الغذائية المحدَّثة. كما كان هناك ارتباط إيجابي بين مستوى التعليم واستهلاك البيض في السنوات الأولى، ولكن لم يكن له تأثير كبير في عام 2021.
فيما يتعلق بالعوائق المدركة لاستهلاك البيض، أشار 22.1% من المشاركين في عام 2021 إلى أنهم يحدون من استهلاكهم للبيض عمدًا. وأفاد 10.2% منهم بأن السبب هو محتوى البيض من الكوليسترول، بينما ذكر 25.5% عدة أسباب، بما في ذلك توصيات الأطباء بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول لديهم. كما أشار 6.4% إلى تفضيلاتهم الشخصية في الطعم كسبب للتقليل من تناول البيض.
الاستنتاجات
رغم إزالة قيود الكوليسترول من الإرشادات الغذائية الأمريكية في عام 2015، لا يزال أكثر من خُمس المشاركين يحدون من استهلاك البيض بسبب المخاوف القديمة بشأن الكوليسترول وأمراض القلب. تشير الدراسة إلى تأثير الإرشادات الغذائية على سلوكيات المستهلكين، وتوضح أن التصورات العامة تتكيف تدريجيًا مع الأدلة العلمية الجديدة. ومع ذلك، لا تزال المفاهيم الخاطئة حول الكوليسترول الغذائي تؤثر على شريحة من السكان، خاصة الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
كما تشير الدراسة إلى الحاجة إلى حملات توعية صحية مستهدفة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز الاختيارات الغذائية المدروسة.
Eggs, cholesterol, and changing guidelines: What 48 years of data reveal