تعرف على قصة النمرة الذهبية التي أضاءت تايلاند وأسرَت القلوب في السوشيال ميديا
في أعماق الغابات التايلاندية المفعمة بالحياة البرية، نجحت أنثى نمر نادرة بلونها الذهبي الساحر في أن تسرق الأضواء وتجذب الأنظار، لتصبح رمزًا للجمال الطبيعي ونجمة جديدة على منصات التواصل الاجتماعي.
النمرة "آفا"، ذات الثلاث سنوات، استطاعت بخطواتها المرحة وابتسامتها الجذابة أن تحتل مكانة خاصة في قلوب زوارها وتُسهم في تعزيز مكانة حديقة حيوانات شيانغ ماي نايت سفاري كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في تايلاند.
ولدت "آفا" في عام 2021 إلى جانب شقيقتها "لونا"، لأبوين قدموا من جمهورية التشيك وجنوب إفريقيا، ضمن مشروع دولي للحفاظ على الحياة البرية.
وقد جلبت هذه الولادة النادرة اهتمامًا خاصًا، حيث يتميز هذا النوع من النمور، المعروف بـ"نمر البنغال الذهبي"، بلون فرائه الفريد الذي يعود إلى جينات نادرة تمنحه تدرجات ذهبية متألقة. يُذكر أن النمور الذهبية أقل ندرة من النمور البيضاء، إذ لم يتبقَّ سوى 30 منها في العالم، تعيش جميعها في الأسر.
انتشرت قصة "آفا" بشكل كبير بعد أن نشرت حديقة الحيوانات صورها عبر "فيسبوك" في 19 نوفمبر الجاري، حيث حصدت الصور آلاف الإعجابات والمشاركات في غضون أيام قليلة. عيناها الخضراوان اللامعتان وملامحها المرحة جعلتها محبوبة لدى الجمهور، خاصة أنها تتسم بشخصية اجتماعية وودودة تتناقض مع الصورة النمطية عن النمور كحيوانات مفترسة. وصفتها إدارة الحديقة بأنها حيوان لطيف يحب التفاعل مع الأطفال، وهو ما زاد من تدفق الزوار لرؤيتها. شهرة "آفا" ساهمت في زيادة مبيعات تذاكر الحديقة إلى 19.2 مليون بات (ما يعادل 587 ألف دولار أميركي) خلال شهر سبتمبر الماضي.
لم تتوقف شهرة النمرة "آفا" عند حدود الحديقة، بل أصبحت أيقونة ثقافية وجمالية، حيث أُشركت هي وشقيقتها "لونا" في الترويج للماركات العالمية ومنتجات الموضة، مما أكسبهما شهرة إضافية في عالم التسويق والترفيه.
ورغم كل ذلك، فإن ظهور النمور الذهبية يُعد تذكيرًا نادرًا بجمال التنوع البيئي، وفرصة لتعزيز جهود الحفاظ على الحياة البرية. فمنذ قرون مضت، كانت النمور البنغالية الذهبية رمزًا للملوك والإلهام في الأساطير الآسيوية، لكنها اليوم تواجه تهديدات متزايدة بفعل التغيرات البيئية والصيد الجائر. لذا، تُعد قصة "آفا" وشهرتها العالمية أكثر من مجرد احتفال بجمال الطبيعة؛ إنها دعوة للتفكير بجدية في مستقبل هذا النوع النادر، والعمل على تأمين بقائه للأجيال القادمة.