زر إعادة الضبط في أدمغة السيكوباثيين: لماذا لا يتعلمون من الألم؟
أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Communications Psychology إلى أن الأشخاص ذوي السمات السيكوباثية غالباً ما يفشلون في التعلم من العواقب السلبية، خصوصاً تلك المرتبطة بالألم.
ووجدت الدراسة أن هؤلاء الأفراد يظهرون حساسية منخفضة تجاه الألم، بالإضافة إلى ميلهم للعودة سريعاً إلى معتقداتهم الأصلية حتى بعد تعرضهم لعواقب مؤلمة.
وبمعنى آخر، عندما يعانون من الألم، فإنه لا يسجل بنفس الحدة التي يشعر بها الآخرون. ونتيجة لذلك، لا يعمل الألم كوسيلة فعالة لردعهم عن السلوك السلبي. على سبيل المثال، إذا لمس أحدهم موقداً ساخناً ولم يشعر بالحرق بشكل كافٍ، فمن غير المرجح أن يتعلم تجنب هذا السلوك في المستقبل.
الأشخاص السيكوباثيون يظهرون ظاهرة تُعرف بـ"إعادة ضبط المعتقدات"، وهي ميلهم للعودة بسرعة إلى معتقداتهم وتوقعاتهم الأصلية حتى بعد مواجهة عواقب مؤلمة. بمعنى أنهم يتجاهلون الألم ولا يدمجونه في عملية اتخاذ القرار. يبدو الأمر وكأن عقولهم تحتوي على "زر إعادة ضبط" يمحو تأثير الألم، مما يمنعه من التأثير على تصرفاتهم المستقبلية.
هذا الخلل في آلية التعلم، إلى جانب انخفاض حساسيتهم للألم، يؤدي إلى وضع لا يتعلمون فيه بشكل فعّال من التجارب السلبية، مما يساهم في دورة مستمرة من السلوك الضار. قد يستمرون في الانخراط في أفعال تؤذي أنفسهم أو الآخرين لأنهم لم يطوروا النفور من الألم الذي يُوجّه اختيارات معظم الناس.
يمكن أن تُسهم هذه الأبحاث في توجيه تدخلات جديدة لمساعدة الأشخاص ذوي الميول السيكوباثية، مما قد يُساهم في تقليل احتمالية قيامهم بأفعال ضارة.