ألوان

العنب... كنز غذائي بطعم حلو وتحذيرات لا يجب تجاهلها

تريندي نيوز

في سلة الفواكه الصيفية يتصدر العنب القائمة، ليس فقط بطعمه اللذيذ الذي يأسر الأذواق، بل بما يحمله في حباته الصغيرة من فوائد صحية مذهلة تجعل منه فاكهة لا غنى عنها في أنظمة التغذية المتوازنة. ومع ذلك، يحمل هذا "الكنز الطبيعي" في طياته بعض التحذيرات التي ينبغي عدم تجاهلها، خاصة لبعض الفئات الصحية.

 

فاكهة تفيض بالفوائد

العنب بأنواعه الأحمر، الأخضر والأسود، غني بفيتامينات A وC وK، فضلًا عن المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم. الأهم من ذلك، يحتوي العنب على مركب "الريسفيراترول" الذي ذاع صيته كمضاد أكسدة فائق القوة، يسهم في حماية الجسم من الالتهابات المزمنة، ويُعتقد أن له دورًا وقائيًا في مقاومة أمراض القلب والسرطان.

 

وفي هذا السياق، أكدت دراسات حديثة نشرها المعهد الأمريكي للتغذية السريرية أن تناول العنب بانتظام يُساعد في تقليل ضغط الدم، وتحسين صحة الأوعية الدموية، وتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم. كما أشار الباحثون إلى أن العنب يعزز وظائف الدماغ ويبطئ من التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر.

 

دور العنب في دعم الجهاز الهضمي والمناعة

يساهم العنب كذلك في تنظيم حركة الأمعاء بفضل احتوائه على الألياف والماء، ما يجعله خيارًا طبيعيًا لمعالجة الإمساك. كما يساعد على ترطيب الجسم ويقوي المناعة بفضل فيتامين C ومضادات الأكسدة. وتؤكد اختصاصية التغذية د. ليلى أحمد أن العنب "يعد مكملًا طبيعيًا للحفاظ على شباب البشرة ونضارتها، ويسهم في مكافحة شيخوخة الخلايا."

 

متى يتحول العنب من نعمة إلى خطر؟

رغم فوائده الكبيرة، يحذر الأطباء من الإفراط في تناول العنب خاصة لمن يعانون من مرض السكري، نظرًا لارتفاع نسبة السكريات الطبيعية فيه، والتي قد تؤثر على استقرار مستويات الجلوكوز في الدم.

كما قد يشكل العنب خطرًا محتملًا للأطفال الصغار إذا قُدم دون تقطيع، إذ تُصنف حباته المستديرة ضمن الأغذية التي قد تُسبب الاختناق عند الرُضع أو من هم دون عمر الرابعة.

ومن الجوانب التي لا يلتفت لها كثيرون، ما يتعلق ببقايا المبيدات الزراعية؛ فالعنب من أكثر الفواكه التي تتعرض للرش الكيميائي، ما يجعل غسله الجيد أمرًا بالغ الأهمية قبل التناول.

 

العبرة في الاعتدال والتنوع

العنب، كغيره من عناصر الطبيعة، يمنح الجسم فوائد عظيمة إذا تم تناوله باعتدال، وتجنب الإفراط. ويوصي خبراء التغذية بإدخاله ضمن نظام غذائي متوازن، وتناوله إلى جانب فواكه وخضراوات أخرى للحصول على أقصى استفادة ممكنة.

 

من فاكهة ملوكية عُرفت منذ آلاف السنين، إلى صنف عصري على موائد الصحة والرشاقة، يظل العنب خيارًا مثاليًا لكل من يسعى لتغذية صحية وطبيعية، شرط أن يتم التعامل معه بوعي. وبين فائدة مُثبتة وتحذير علمي، تبقى الحكمة في الاعتدال... فحتى حبة العنب، رغم حلاوتها، قد تخفي خلفها ما يستوجب الحذر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى